في موقف لا يخلو من شهامة المصريين الذين يدفعون بأنفسهم في وجه الكوارث والأزمات انقاذا لغيرهم، شهدت قرية دراجيل مركز الشهداء بالمنوفية واقعة أبرزت فداء وتضحية إمام مسجد ضحى بنفسه من أجل ماشية جاره.
الشيخ علي أبو سماحة 39 سنة، بادر بالدخول في قلب النيران المشتعلة في حظيرة جاره، محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المواشي التي تمثل رأس مال وتجارة جاره غير عابئا بنفسه بين ألسنة اللهب.
لم يشعر إمام المسجد بنفسه وسط تهافت أهالي القرية لبذل ما لديهم من مساعدات لإخماد الحريق الذي نفق على إثره 18 رأس ماشية وأصاب المنزل بتصدعات وخسائر كبيرة.
سقط الشيخ علي بين تدافع المئات متأثرا بألسنة اللهب والدخان ليلقى مصيره المحتوم، بعد أن ضرب بجوار أهل قريته دراجيل مثلا رائعا للتضحية والفداء.
مات إمام مسجد عباد الرحمن بمدينة الشهداء مختنقا، بينما ترك خلفه ولدين وبنت أكبرهم يبلغ من العمر 11 سنة فقط.
هرعت قوات الإطفاء وسيارات الإسعاف إلى مكان الحريق، وتمت السيطرة عليه بعد نحو 4 ساعات ونصف من اندلاعه ومنع انتقال ألسنة اللهب إلى المنازل المجاورة، وتم تحرير محضر وتولت النيابة التحقيق.
تلقى اللواء سمير أبو زامل، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من الحماية المدنية يفيد بنشوب حريق بحظيرة مواشي بقرية دراجيل مركز الشهداء ووفاة أحد الأشخاص، وبالانتقال والفحص تبين مصرع الشيخ علي أبو سماحة 39 سنة، ومقيم قرية دراجيل، إمام وخطيب مسجد بقرية شمياطس، أثناء محاولته إطفاء الحريق، وتم نقل الجثة لمستشفى الشهداء المركزي.
كما نتج عن الحريق نفوق 18 رأس ماشية، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وكلفت المباحث الجنائية بالفحص والتحري حول الواقعة.
تم إبلاغ قوات الحماية المدنية، وهرع المئات من أهالي القرية للمشاركة في الإطفاء ومن بينهم الشيخ علي سعد أبو سماحة إمام وخطيب مسجد في قرية شمياطس، وأصيب مالك الحظيرة فيما تمت السيطرة على الحريق الذي نشب نحو السادسة مساء، وتم إخماده في التاسعة والنصف وأسفر عن نفوق عدد كبير من الماشية قدرت بنحو 18 رأسا.