التقى البابا تواضروس اليوم بوفد من فرنسا وهذه اهم ماقاله فيه:
رحب قداسته بالوفد متمنيًا لهم زيارة موفقة ومفرحة، ثم قدم لهم لمحة عن الكنيسة القبطية وبشارة القديس مرقس لها، ودور الكنيسة الروحي والوطني عبر التاريخ، وأشار إلى علامات الكنيسة التي تعد بمثابة أهرامات الكنيسة الثلاثة وهي: التعليم، والاستشهاد، والرهبنة.
وتناول كذلك انتشار الكنيسة في أغلب دول العالم وخدمتها للمجتمعات في هذه الدول.
وتحدث قداسة البابا عن العلاقات الطيبة التي تجمع الكنيسة بكافة مؤسسات الدولة المصرية وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة، والحكومة، والأزهر الشريف.
كما أشار أيضًا إلى علاقات المحبة التي تربط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكنائس الأخرى حول العالم، وإلى مجلس كنائس مصر الذي يضم تحت مظلته الكنائس الخمس المتواجدة في مصر.
وألمح إلى دور الكنيسة الأساسي وهو الدور الروحي، ثم يأتي بعده الدور المجتمعي حيث أنه من ألزم واجبات الكنيسة أن تخدم المجتمع الذي تعيش فيه.
ووصف قداسته الوحدة الوطنية في مصر بأن ما يجسدها هو الحياة المشتركة للمصريين في المدن والقرى والنجوع، حيث أن المصريين يعيشون حول النيل، وهو ما نسميه الوحدة الطبيعية التي صنعها الله، وهو ما تتميز به مصر.
وفسر قداسة البابا اسم مصر القديم “كيمي” أي التربة السمراء ومنها جاء اسم علم الكيمياء. وأن الحضارة المصرية اختزنت في داخلها سبع طبقات هي الحضارة الفرعونية، المسيحية، اليونانية الرومانية، الإسلامية، اللغة العربية، المتوسطية، والإفريقية.
ومصر رغم موقعها الجغرافي المتميز إلا أنها تتميز بالأكثر بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تعد مربعة الشكل لها ضلعان على بحار وضلعان على صحارٍ، ومن هنا جاءت الرؤية المتوازنة التي تتعامل على أساسها مصر مع كافة القضايا، واستشهد قداسته بمقولة العالم المصري الراحل جمال حمدان الذي وصف مصر بأنها “فلتة الطبيعة، التاريخ أبوها الجغرافيا أمها”.
كما ألمح إلى أن مصر تعد من الأراضي المقدسة لأن أرضها تباركت بزيارة العائلة المقدسة التي أقامت في أرض مصر وتجولت في ربوعها لمدة ثلاث سنين وستة شهور وعشرة أيام. لذا فإن مصر لها وضع خاص عند الله فإن كانت كل البلدان في يد الله فمصر في قلب الله.
ثم استمع قداسته إلى أسئلة واستفسارات الوفد الفرنسي، وأجاب عليها. وكان من بينها سؤال عن رأي قداسة البابا في الهجمات التي تعرضت لها الكنائس في أغسطس ٢٠١٣ حيث أُحرِقَت حوالي ١٠٠ كنيسة ومبنى كنسي، وأجاب قداسته: “إن هذا الاعتداء كان يستهدف مصر ووحدتها الوطنية وليس مجرد المسيحيين وكنائسهم، لذا وجدنا وقتها أن الحفاظ على الوطن له الأولوية لأنه حينما يبقى الوطن ستبقى الكنائس ويبقى كل شيء، ولكن إن ضاع الوطن فلن يبقى شيء، ومن هنا جاءت المقولة: “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”.
وعن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، حذر قداسة البابا من خطورة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين، حيث أن وجودهم يعد جدارًا عازلًا يحفظ المنطقة من نشوء الكثير من الصراعات.
وعن وضع المسيحيين المصريين حاليًّا ثمَّن قداسة البابا ما تم إنجازه منذ تولي فخامة الرئيس السيسي، ومن أبرز هذه الإنجازات قانون بناء الكنائس الذي عالج وضعًا ظالمًا استمر لقرون، وكذلك صارت للمسيحيين فرصة تولي مناصب عليا لم تكن لهم فرصة لتوليها من قبل، وذلك بعد أن صار الاختيار لهذه المناصب بمعيار الكفاءة، وبالإجمال فإن الدولة المصرية حاليًّا تعيد تصحيح العديد من الأوضاع غير العادلة المتراكمة من عهود سابقة.
وفيما يتعلق بالمشاكل التي تحدث من حين لآخر في بعض القرى أكد قداسة البابا على أن التنسيق والتعاون بين الكنيسة ومؤسسات الدولة يساعد بقوة على احتواء مثل هذه المشاكل.
كما تناول قداسته موضوع استضافة مصر لمؤتمر المناخ، مشيرًا إلى أن الكنيسة ساهمت في هذا الموضوع من خلال تقديها مبادرة “ازرع شجرة” حيث تمت زراعة آلاف الأشجار في الأديرة والكنائس بطول مصر وعرضها، ونوه إلى دعم الكنيسة لمبادرة الأمم المتحدة لإنقاذ كوكب الأرض “ساعة الأرض”.
وعن الحروب الدائرة حاليًا أكد قداسته على رفضه الكامل لمبدأ الحرب ولا سيما الحروب التي لا مبرر لها ولا طائل من ورائها.
وعن المشكلات التي تنشأ داخل بعض الكنائس حذر قداسة البابا من خطورة الانقسام الداخلي، مشيرًا إلى أننا يجب أن نسعى نحو روح المحبة والوحدة لا الانقسام.
وعن وضع اللاجئين في مصر أشار قداسته إلى أن الكنيسة تساهم في خدمة اللاجئين الذين يبلغ عددهم حوالي ٥ ملايين لاجئ، حيث أنها تقدم لهم خدمات متنوعة منها ما هو تعليمي وتنموي.
اترك تعليقاً