أكد الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، بأن أسعار السلع الأساسية التى يتم طرحها في الأسواق استعدادا لشهر رمضان المبارك هي نفس الأسعار ماقبل اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، لافتا إلى استقرار أسعار الزيت والسكر والأرز والمكرونة وكذلك اللحوم السودانية الطازجة عند 95 جنيها للكيلو، و85 جنيها للبرازيلي المجمد و65 جنيها لكيلو اللحوم الهندية الهندي، فيما شهدت أسعار الدواجن ارتفاعا من 42 جنيها إلى 45 ثم إلى 48 جنيها للكيلو.
وأشار في تصريحات له اليوم الزيادة التي نشهدها في الأسعار حاليا هي نتاج الموجة التضخمية لجائحة كورونا وليس بسبب الحرب الروسية الأوكرانية مشيرا إلى أنه خلال الـ 6 شهور الأولى من الجائحة كانت “انكماشية”، حيث شهدت قيام أغلب الدول الأوروبية بعمليات غلق كامل مما أدى إلى تراجع معدلات الطلب وتراجع سعر برميل النفط إلى مستوى 40 دولارا، مشيرا إلى أنه مع بدء عمليات التطعيم ضد الفيروس بنسب تتراوح من 60 الى 70 % رفعت بعض الدول القيود التى فرضتها ومعها بدأت عمليات الإنتاج وزيادة الطلب على الطاقة والخامات بأكثر من معدلات ما قبل كورونا وذلك لتعويض فترة الركود مما دفع أسعار برميل البترول للارتفاع لتصل إلى ما يترواح من 60 إلى 70 دولارا للبرميل الأمر الذى زادت معه أسعار السلع الأساسية كالقمح والسكر والذى بدأت بعض الدول في استخدامه لإنتاج البايوديزل لتوليد الطاقة.
وأوضح المصيلحي أن أسعار الزيوت بدأت في الارتفاع لتقفز من سعر من 700 دولار للطن حتى 1400 دولار للطن وقد تحملت وزارة التموين والتجارة الداخلية ارتفاع أسعار الزيوت لفترة 6 شهور حتى تم تعديل الأسعار لطرح عبوة الزيت زنة 800 ملي بسعر 21 جنيها وزنة لتر بسعر 25 جنيها.
وأكد المصيلحي أن دور الدولة هو العمل على إحداث توزان بين احتياجات المواطنين والإتاحة وبين ربح التجار واستمرارهم في العمل .
وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية أن توجيهات القيادة السياسية لزيادة الاحتياطي الإستراتيجي من السلع الأساسية ليتراوح من 3 شهور كحد أدنى إلى 6 شهور، مشيرا الى أن المشروع القومي للصوامع ساهم في رفع السعة التخزينية للقمح من 2ر1 مليون طن في 2014 الى 4.5مليون طن حاليا ، بالإضافة إلى البناكر والهناجر والشون المجهزة لافتا إلى أننا نستقبل موسم القمح الذي سيبدأ في بريل المقبل بسعات تخزينة تكفي لجمع 6 ملايين طن.
وحول تأثير الأزمة الروسية الاوكرانية على أسعار السلع، قال المصيلحي إن كلا من روسيا وأوكرانيا تنتجان نحو 30% من إجمالي صادرات الحبوب خاصة الذرة والقمح مشيرا الى ارتفاع أسعار القمح من 5ر338 دولار للطن إلى 430 دولارا للطن كما زادت أسعار زيت عباد الشمس زادت بنحو 30% بسبب أن أوكرانيا تورد نحو 30% منه الى دول العالم ،فيما سجلت أسعار السكر استقرارا.
وفيما يتعلق بموسم توريد القمح المحلي قال المصيلحي إنه مستهدف استقبال 6 ملايين طن هذا العام لافتاً إلى أن الاحتياطي الإستراتيجي حاليا يبلغ 3.4 شهر وسيصل إلى أكثر من 10 أشهر عقب الموسم .
وأوضح، أن الدولة أقرت دعماً اضافياً بقيمة 65 جنيهاً للاردب ليصل لـ 885 جنيها، وذلك تشجيعا للمزراعين علي التوريد، مشيراً إلى سعر طن القمح قفز لـ 6 الاف جنيه هذا العام مقابل 4800 جنيه العام الماضي بزيادة قدرها 1200 جنيه.
وأوضح المصيلحي أن مخصصات شراء القمح المحلي هذا العام بلغت 36 مليار جنيه وسيتم السداد الفوري للمزراعين عقب التوريد أو بحد أقصى 48 ساعة.
وأكد الوزير أنه في الأعوام السابقة كان التوريد اختياريا، ولكن هذا الموسم و في ظل الأزمة العالمية الحالية فالتوريد سيكون إجباريا ،لأننا في وضع حرب وبالتالي فإن تأمين السلع الأساسية خاصة الخبز واجب أساسي على الدولة، مشيراً إلى أنه تم إصدار قرار بإلزام المزارعين توريد 12 إردبا كحد أدني من إنتاجية الفدان .
وقال إنه يتم حالياً مراجعة المساحات المزروعة والحيازات الزراعية بواسطة الجمعيات الزراعية لوضع كافة الضوابط الخاصة بالتوريد، مشيراً إلى أنه ستكون هناك إجراءات رادعة في حالة عدم الالتزام بالضوابط.
وفيما يتعلق بارتفاع سعر الرغيف الحر أكد وزير التموين ، أن المخبز الخاص سيقوم بالإعلان عن أسعار بيع العيش على المخبز ، وذلك بعد تحديد سعر طن القمح و الدقيق الحر.
وأضاف أن مخابز القطاع الخاص تستهلك نحو 20٪ من إجمالي استهلاك القمح ، أي بنحو 60 ألف طن شهريا.
وحذر المصيلحي من أن امتناع صاحب المخبز الحر عن كتابة الأسعار سيعرضه لغرامة تصل لـ 2 مليون جنيه فضلا عن غلق المخبز وذلك وفقا لقانون حماية المستهلك.
وكشف المصيلحي أن العيش الأبيض الشامي سيباع بالكيلو ، ورغيف الفينو بالوحدة القياسية و سيتم عمل مواصفات قياسية و ستكون هناك رقابة مشددة.
وأوضح أن لدينا 33 ألف مخبز بلدي ، بالإضافة إلى 3 آلاف مخبز سياحي مرخص وبدون ترخيص ، قائلا الرئيس السيسي سألني عن المخابز السياحية و طلب حصرها منذ عام ونصف .
ولفت الوزير إلي أنه يتم حصر مخابز التوك توك وهي مخابز صغيرة لإنتاج الخبز الحر ، داخل كل مركز و مدينة في محافظات الجمهورية تنفيذا للتوجيهات الرئاسية في إطار الجهود المبذولة لضبط منظومة الخبز بشكل عام .
وقال المصيلحى، إنه بحث مع مديري المديريات على مستوى الجمهورية استعدادات شهر رمضان و تحديد سعر رغيف الخبز المدعم و موسم القمح .
و طمأن المصيلحي أنه لن يكون هناك ظلم للتاجر أو المواطن، و لكن يتم عمل توازن في سعر المنتج و سعر السلعة في السوق المحلية في ظل الأوضاع الحالية التي يشهدها العالم.