داخل قرية المنصورية تظهر ارجاء حوائط العقارات وقد خيم الحزن عليها، و تجد شباب وبنات وكل عائلات القرية يسيطر عليهم تجاعيد الشيب بعد تشييع جثمان الطفل محمد شعبان ابو سمره البالغ من العمر 12 عاما، والذي يعمل سائق توك توك، والذي قُتل على يد عاطل حاول الاعتداء عليه، جنسيا وعندما فشل في ذلك قام بخنقه حتى لفظ أنفاسه.
قالت أم الطفل: ابنى نور عينى حتة من قلبي” ،” يبلغ من العمر 12 عاما وهو في الصف الأول الاعدادى، وهو الأخ الأوسط لاخوته وأن ظروف المعيشة الصعبة اضطرته، بأن يستقل محمد توك توك للعمل عليه لمساعدة والده في المصاريف، ورغم عمله كان متفوقا علميا، ويتمتع بسمعة طيبة، ومعروف بالشهامة والمجدعة وخفيف الظل لكل من عرفه عن قريب أو بعيد”.
وأضافت الأم المكلومة والدموع تنهمر من عينيها حزنا علي فلذة كبدها عن يوم الواقعة قائلة: ” ظروف عمل والد محمد تضطره للسفر الى إحدى المناطق البعيدة والغياب عده أشهر وبالتالي، فأنا أقوم أقوم بدور الأب والأم، في يوم الحادث خرجت مع ابنى لتصليح التوك توك خارج البلدة نظرا لوجود عطل ما بالتوك توك وفى طريق العودة استوقف التوك توك شابا يبلغ الــ ٣٧ عاما من عمره وعندما سأله محمد ماذا تريد؟ قال له أريدك أن توصلنى الى احدى الأراضي الزراعية لتحميل نقله صغيره من بعض الخضروات، ولكن عندما رآنى مع محمد داخل التوك توك رفض الركوب”.
واستطردت والدة طفل لقمة العيش: ” انتابني شعور غريب عندما شاهدت الرجل، و ذهب ابنى محمد بعد أن رفض الرجل الركوب و سالته انت تعرفه؟ ليرد قائلا نعم أعرفه هو أخو واحدة عندنا فى الشارع، قولت له خلاص نزلني وروح وصله ، وذهبت الى المنزل، وبعد ربع ساعة حاولت الاتصال بمحمد، وجدت تليفونه مغلقا ، وعاودت الاتصال مرة أخرى، لا أحد يجيب، بدأ القلق والتوتر ينتابانى، خرجت من البيت مسرعة الى منزل أخت الجاني وسألتها عن شقيقها، وقولت لها اتصلي به وبالفعل اتصلت وسألته عن محمد قال لها ما أعرفش وقفل معاها، وسالت اخته: اخوكى اسمه هانى ايه او بيته فين وانا اروحله رفضت تقولى اى حاجه، الا ان احدى جيران أخت الجاني استوقفتني واخبرتى عن عنوانه واسمه بالكامل”
وتابعت الأم المكلومة: “ذهبت الى بيت الجانى وطرقت الباب وفتح لى بنفسه وعلى وجهه غطاء لأن به بعض الخدوش واخذت في سؤاله عن محمد وأنكر انه يعرفه ولكننى صرخت في وجهه : انت كذاب انت وقفت محمد أبنى النهارده ورفضت تركب معاه لما لقيتنى جوه التوك توك و وسالت ابنى عنك قالى انه يعرفك واخذت اتوسل اليه ان يخبرنى عن مكان ابنى ويأخذ التوك توك، تعالى معايا القسم واثبت انك متعرفش حاجه عنه قالى بس يا ستى انتى عاوزه تلبسينى مصيبة وفجأة ظهر شخص يدعى انه ابن خالته وردد: يلا امشوا من هنا عايزين تروحوا للحكومة روحوا أصلا الحكومة هي الى مشاغلنا”.
وتستكمل الأم المكلومة حديثها: ” ساقتني قدماي الي المستشفيات والاقسام حتى صباح اليوم التالى، وفى حدود الساعة السابعة رأيت صاحب محمد يعمل على توك توك أيضا ولما سالته” قالى اخر مره شوفته كان راكب معاه راجل والراجل ده عرض عليا اروح اوصله لاحدى الأراضى الزراعية لتحميل بعض الخضار مقابل مبلغ 35 جنيها ولكنى رفضت ..قولت له لو شوفت الراجل تعرفه قالى اه اخذته وروحت بيت القاتل وقعدت ازعق : ابنى فين قالى معرفش مشيت ورحت ادور عند الأراضى الزراعية وفجأه رأيت التوك توك و لم أجد ابنى فيه،و قمنا بالبحث فى الزراعة لحد مالقينا محمد متكتف اليدين وملقى على بطنه ومخنوق بقطعة من القماش”.
وأضافت الأم قائلة: ” حضرت المباحث الي محل الواقعة وتحفظت على الجثة، وتم تفريغ إحدى كاميرات محطة وقود مجاورة لمكان الحادث تم رصد القاتل وكان هو بالفعل هانى المشتبه به وباستجواب النيابة اعترف أنه هو من قام بذلك وعندما فشلت في التعدي عليه جنسيا بعد أن رفض ارتداء قميص طلبت منه ان يرقص حاول الفرار وهددنى بفضح أمري أمام اهل القرية أخذت في الجرى وراه حوالى 300 متر وأمسكت به وقمت بتكتيف يديه و وقمت بخنقه وسرقه تليفونه المحمول و50 جنيه”
فيما طالبت والدة المجنى عليه أم محمد في نهاية حديثها القضاء بأخذ الثأر لـ محمد و إعدام المتهم حتى لا يخرج مره أخرى وتتكرر جرائمه، ويكون عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.