داخل شقة صغيرة بإحدى المناطق الشعبية بحي السلام عاشت «آمال» مع زوجها وأولادهما حياة سعيدة، وكانت الزوجة تقضى يومها فى رعاية أسرتها وتلبية احتياجاتهم فى ذات الوقت الذي ينزل الزوج لعمله حتى يوفر الأموال التي تحتاجها أسرته.
كانت الزوجة لا تتدخر جهداً من أجل إرضاء زوجها والحفاظ على إستقرار أسرتها وسريعا تحتوى أى خلافات بينهما حتى لا تتفاقم وتؤثر عليهم ولم تقف مساهمة الزوجة عند رعاية أسرتها رغم المجهود الكبير الذى كانت تبذله بل نزلت للعمل لمساعدة زوجها وتخفيف الضغط عليه وهو ما نجحت فيه .
وخلال رحلة زواجهما التى امتدت قرابة 10 سنوات كانت «آمال» مثال للزوجة الصالحة الملتزمة التى تحترم زوجها وتقدره ولم تقصر نهائيا في رعاية أولادهما وعندما ينفعل الزواج أو يفتعل المشاكل تحتويه وترفض الرد عليه حتى تمر الأمور بسلام .
فوجئت الزوجة بتغير طباع زوجها واعتياده إثارة المشاكل معها بسبب وبدون ورغم أنها تحملت والتمست له الأعذار وحاولت حل الأمر بطريقتها المعتادة لم يترك لها الزوج فرصة لإتمام خطتها وقام بتصعيد المشاكل وإثارة غضبها بعصبيته واعتدائه عليها بالضرب والإهانة ووصل به الأمر إلى منعها من الخروج بسبب غيرته عليها.
فاض الكيل بالزوجة التى لم تتدخر جهداً في سبيل الحفاظ على أسرتها وطلبت منه التوقف عن أفعاله التى أثرت عليها نفسياً وتسببت فى تدهور صحتها وأثرت أيضا في صغارهما وبدلاً من الاحتكام للعقل قام بضربها واهانتها ثم خنقها ولم يتركها إلا عندما سقطت على الأرض جثة هامدة وهرب من المكان.
كان اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة تلقى إخطارا من العميد قدرى الغرباوي مفتش مباحث السلام يفيد بورود بلاغ إلى مأمور قسم شرطة السلام أول، بمقتل ربة منزل في دائرة القسم، انتقل على الفور المقدم حسين خيرى رئيس مباحث قسم السلام أول إلى مكان الواقعة وبصحبته قوة من رجال المباحث وعثرت القوات على جثة «آمال» ٤٢ سنة داخل شقتها.
وتبين من الفحص والتحريات وجود آثار خنق حول الرقبة، وكشفت التحريات بأن زوج المجني عليها وراء ارتكاب الواقعة، وعقب تقنين الإجراءات نجحت قوة من المباحث قادها المقدم حسين خيرى رئيس مباحث السلام أول من ضبط الزوج ٤٥ سنة ” عامل” وبمواجهته أعترف بارتكاب الواقعة، بسبب خلافات بينهما .
تم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإخطار النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة زينهم وانتداب الطب الشرعي، لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة وصرحت بالدفن، وكلفت المباحث بسرعة إجراء تحرياتها حول الواقعة وملابساتها.