بهدف في الوقت القاتل وثلاث ركلات ترجيح ضائعة، خسرت الكرة العربية رقما قياسيا تاريخيا في بطولات كأس العالم لكرة القدم بعد جولة درامية في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022 المقرر في قطر.
ورغم ذلك، عادلت كرة القدم العربية رقما قياسيا لها في المونديال ببلوغ أربعة منتخبات إلى هذه النسخة المرتقبة من البطولة العالمية، والتي تستضيفها قطر من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبلين.
وإلى جانب المنتخب القطري، الذي يخوض النهائيات بدون تصفيات كونه ممثل البلد المضيف، ضمن المنتخب السعودي الأسبوع الماضي مقعده في المونديال القطري عبر التصفيات الآسيوية.
قبل بداية فعاليات جولة الإياب في الدور النهائي من التصفيات الأفريقية، والتي أقيمت فعالياتها مساء أمس الثلاثاء، صبت معظم التوقعات في اتجاه تحقيق رقم قياسي تاريخي لكرة القدم العربية في المونديال حيث كان من الممكن إضافة أربعة مقاعد عربية إلى سجل المتأهلين ليصبح إجمالي المتأهلين قبل إجراء القرعة بعد غد الجمعة ستة منتخبات عربية.
ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن حيث تأهل المنتخبان التونسي والمغربي بينما ودع المنتخبان المصري والجزائري التصفيات بشكل درامي للغاية بعدما كان كل منهما قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المونديال.
وعادلت الكرة العربية بهذا الرقم القياسي لها في عدد المنتخبات المشاركة خلال نسخة واحدة وهو أربعة منتخبات علما بأن هذا الرقم تحقق في النسخة الماضية من المونديال عندما شاركت منتخبات مصر وتونس والمغرب والسعودية في مونديال 2018 بروسيا.
ورغم إخفاق المنتخبين المصري والجزائري في التصفيات مساء أمس، ما زال الأمل باقيا لتحطيم هذا الرقم القياسي وبلوغ منتخب عربي خامس إلى النهائيات بشرط نجاح المنتخب الإماراتي في اجتياز العقبة الأسترالية بالملحق الآسيوي ثم الفوز على منتخب خامس تصفيات أمريكا الجنوبية في الملحق العالمي علما بأن فعاليات الملحقين ستقام في وقت لاحق بعد إجراء قرعة النهائيات بعد غد الجمعة في الدوحة.
كانت الكرة العربية على أعتاب إنجاز تاريخي ولكن المنتخبين المصري والجزائري فشلا في الصمود أمام منتخبي السنغال والكاميرون على الترتيب لتفلت بطاقتا التأهل من أيدي الفراعنة ومحاربي الصحراء.
وحجز المنتخب السنغالي مقعده في كأس العالم 2022 إثر فوزه على نظيره المصري 3 / 1 بركلات الترجيح في إياب الدور النهائي من التصفيات المؤهلة للمونديال.
وتبادل الفريقان الفوز على ملعبيهما بنفس النتيجة حيث سبق للمنتخب المصري أن فاز على ملعبه 1 / صفر ذهابا يوم الجمعة الماضي بينما فاز المنتخب السنغالي على ملعبه بنفس النتيجة مساء أمس إيابا ليتعادلا 1 / 1 في مجموع نتيجة المباراتين وتحسم ركلات الترجيح المواجهة الصعبة بينهما.
وهذه هي المرة الثانية التي يتغلب فيها المنتخب السنغالي على نظيره المصري (أحفاد الفراعنة) بركلات الترجيح في غضون أسابيع قليلة حيث سبق للفريق أن فاز على الفراعنة بركلات الترجيح 4 / 2 في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها الكاميرون مطلع العام الحالي.
وأنهى المنتخب السنغالي الوقت الأصلي من المباراة لصالحه بهدف نظيف سجله بولايي ديا في الدقيقة الثالثة.
وفشل الفريقان في هز الشباك على مدار ما تبقى من الوقت الأصلي ليخوضا وقتا إضافيا بعد تعادلهما 1 / 1 في مجموع المباراتين، ولكن الوقت الإضافي انتهى أيضا بنفس النتيجة ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح.
وفي ركلات الترجيح ، كانت الإثارة حاضرة بقوة حيث أهدر كل من الفريقين أول ركلتين له فارتدت ركلة كاليدو كوليبالي من العارضة وتصدى حارس المرمى محمد الشناوي لركلة ساليو سيسيه بينما أطاح النجم الكبير محمد صلاح وزميله أحمد سيد (زيزو) بأول ركلتين للفراعنة خارج المرمى.
ورغم نجاح كل من إسماعيلا سار وعمرو السولية في تسجيل الركلة التالية للمنتخبين السنغالي والمصري على الترتيب، أصاب المهاجم المصري مصطفى محمد فريقه وجماهيره بصدمة كبيرة عندما أهدر ركلة الترجيح الرابعة بعدما سجل بامبا ديانج الركلة الرابعة لأسود داكار.
وعندها أصبحت آمال الفراعنة مرهونة بتسديدة من النجم السنغالي الكبير ساديو ماني زميل صلاح في هجوم ليفربول الإنجليزي.
وللمرة الثانية في غضون 52 يوما، أطاح ماني بأحلام الفراعنة واقتنص فوزا غاليا لمنتخب بلاده حيث سجل ماني ركلة الترجيح الخامسة لأسود داكار ليصعد بهم إلى المونديال، ولم يكن الفراعنة بحاجة لتسديد الركلة الخامسة بعد هذه التسديدة من ماني والتي حسمت النتيجة تماما.
وكان السيناريو مشابها للغاية في نهائي كأس أمم أفريقيا بالكاميرون في السادس من فبراير الماضي عندما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي شهدت تسجيل أربع ركلات للمنتخب السنغالي بنجاح بينما أهدر الفريق ركلة واحدة بينما أهدر الفراعنة ثلاثا من أول أربع ركلات ولم يسدد الفريق الركلة الخامسة بعدما نجح ماني نفسه في الركلة الخامسة للسنغال ليقود أسود التيرانجا إلى الفوز 4 / 2 والتتويج باللقب الأفريقي الأول للمنتخب السنغالي.
وبعد انتهاء مباراة الإياب بين المنتخبين السنغالي والمصري أمس الثلاثاء بأقل من ثلاث ساعات ، كانت الكرة العربية على موعد مع صدمة جديدة ربما كانت أكثر وقعا حيث مني المنتخب الجزائري بالهزيمة على ملعبه أمام نظيره الكاميرون 1 / 2 في استاد “مصطفى تشاكر” بالبليدة.
وفقد محاربو الصحراء فرصة العودة إلى المونديال بعدما غابوا أيضا عن نسخة 2018 بروسيا، وتلقى الفريق الصدمة الثانية الكبيرة في غضون أسابيع قليلة حيث كان الفريق خرج صفر اليدين من الدور الأول (دور المجموعات) بكأس أمم أفريقيا في الكاميرون خلال يناير الماضي قبل أن يسقط أمام المنتخب الكاميروني مساء أمس الثلاثاء وهو على بعد ثلاث دقائق فقط من المونديال.
وأكمل المنتخب الكاميروني عقد المقاعد الأفريقية في مونديال 2022 بقطر إثر فوزه الثمين والدرامي 2 / 1 على مضيفه الجزائري.
وكان المنتخب الجزائري فاز على نظيره الكاميروني 1 / صفر ذهابا يوم الجمعة الماضي بينما فاز المنتخب الكاميروني 2 / 1 على مضيفه الجزائري إيابا مساء الثلاثاء ليتأهل المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة) بالهدف الاعتباري إثر تعادل الفريقين 2 / 2 في مجموع المباراتين.
وحسم المنتخب الكاميروني الوقت الأصلي في مباراة الإياب لصالحه بهدف نظيف سجله إيريك ماكسيم تشوبو موتينج في الدقيقة 22 ولكن أحمد توبة سجل هدف التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 118 بعد لجوء الفريقين للوقت الإضافي قبل أن يحرز كارل توكو إيكامبي هدف الفوز والتأهل للكاميرون في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الإضافي الثاني الذي شهد ست دقائق وقت بدل ضائع.
وبهذا الهدف الذي جاء في الوقت القاتل، فقد المنتخب الجزائري بطاقة التأهل التي كانت في متناوله وخسرت الكرة العربية رقما قياسيا تاريخيا ربما قد تنجح في تحقيقه في النسخ المقبلة بفضل زيادة المقاعد في النهائيات من 32 منتخبا إلى 48 منتخبا بداية من النسخة المقررة عام 2026 .
ورغم هذا، لا يزال بمقدور المنتخب الإماراتي (الأبيض) تحقيق هذا الرقم القياسي للكرة العربية في تصفيات مونديال 2022 إذا اجتاز الملحقين الآسيوي والعالمي في تصفيات آخر نسخة للمونديال بمشاركة 32 منتخبا.