كتب المحلل العسكري عاموس هرئيل بـ صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الثلاثاء مقالًا حول قطاع غزة متسائلا عن توقيت التصعيد الأخير الذى وقع بعد جهود متواصلة لوقف إطلاق نار طويل الأمد مع قطاع غزة تزامنًا مع مشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مؤتمر سياسي مهم في فرنسا حيث ألقى خطاب تحدث فيه عن السبب الذي يدعوه لبذل الجهود للتوصل إلى تسوية مع قطاع غزة وعدم تدهور الأوضاع إلى الحرب.
وأكد عاموس هرئيل أن العملية العسكرية التي حاولت قوات الاحتلال تنفيذها في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة فشلت بعد اكتشاف عناصر وحدة القوات الخاصة أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر ووضعت المنطقة على حافة حرب جديدة بعد جهود كبيرة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين إسرائيل وقطاع غزة وأثبت غباء الاحتلال وفشل حكومة تل ابيب.
ولفت المحلل العسكرى إلى أنه في حين تحدثت التقارير الأولية من الجانب الفلسطيني عن عملية اغتيال أو محاولة اختطاف قائد كبير في الذراع العسكرية لحركة حماس فإن إسرائيل الرسمية تأخرت في تعقيبها لساعات طويلة ثم أعلنت، أن الحديث ليس عن عملية اغتيال، وإنما عن “عملية سرية” آخرى.
وقال هرئيل أن العملية التى نفذتها إسرائيل فى غزة اذ كانت بهدف اغتيال قائد عسكري لـ حماس فهذا يبرر العودة إلى سياسة الاغتيال وأنه في كل الأحوال لو كان هذا ما تسعى إليه إسرائيل فإن هناك طرقا أخرى لتنفيذ ذلك دون تعرض قوات برية للخطر في عملية داخل قطاع غزة موضحًا أن نتنياهو غارق جدا في جهود التسوية مع حماس أكثر مما يجعله يصادق الآن على مثل هذا الاغتيال في حين أن الجيش لا يقدم الكثير من التفاصيل.
وأفاد أنه يمكن الاعتقاد بأن العملية التى نفذت فى القطاع كانت تهدف لجمع معلومات استخبارية قد تكون ذات صلة بالبنى التحتية العسكرية لحركة حماس مثل شبكة الأنفاق أو منظومات تطوير الأسلحة.
وأكد أن تلك العملية تكشف “خللا عملانيا” للجيش الإسرائيلى يلزم بإجراء تحقيق داخلي معمق في الجيش حيث أن تقارير أكدت أن حطام المركبة الإسرائيلية أظهر أنها كانت تحمل تجهيزات كثيرة بينها ملابس للجيش الإسرائيلي وأغطية ومواد غذائية ومشروبات وكرسي متحرك وكوابل كهربائية ولوحات طاقة شمسية وخيا بما يرجح أنها كانت بمثابة غرفة عمليات خطط لها لتنفيذ عملية واسعة النطاق.