في الوقت الذي ينعم الشعب التونسي بيوم إجازة في الذكرى الثامنة للثورة التونسية، إلا أن المرارة أصبحت المسيطرة الرئيسي على الشعب، الذي شعر بالكثير من الأمل في مثل هذا اليوم منذ 8 أعوام.
وبحسب إذاعة فرنسا الدولية “إر إف إي”، أنه بعد هذه الثورة التي بدأت بإشعال البائع محمد بوعزيزي نفسه بالنار ثم انتشار المظاهرات والاشتباكات التي خلفت 340 تقيل وأكثر من 2000 مصاب، فإن الوعود التي حملها التونسيون على الثورة لا تزال بعيدة المنال.
تتابع الإذاعة على موقعها بالقول أن كلمة “ثورة” باتت حتى مثيرة للانقسام في تونس، في ظل تفاقم الوضع في الأعوام التالية للثورة وحتى الآن، إذ أن التضخم يبلغ 8% و15% من الشعب لا يزالون بلا عام، كل هذا يضاف إلى ارتفاع تكاليف المعيشة على الشعب التونسي الذي لم يعد لديه ثقة في المستقبل.
وأضافت الإذاعة أنه بعد 8 أعوام، لم تنجح الثورة من إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي دفعت الشعب في الخروج للشارع في نهاية 2010.
تشير الإذاعة إلى أنه رغم أن التقدمات الديمقراطية التي حققتها تونس لا يمكن الجدال بشأنها، مع تبني دستور جديد وانتخابات حرة، إلا أن غياب تلبية المطالب الاجتماعية يشكل السبب الحقيقي للقلق للشعب التونسي، بحسب ما يوضح مسعود رمضاني، الباحث في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
يتابع رمضاني: “ما يقلقني هو خيبة الأمل التي يشعر بها الشباب، إضافة إلى هروب العقول التي أصبحت واحدة من أكبر المشاكل التي تواجهها تونس المعاصرة”، قبل أن يضيف:” أعتقد أننا في مفترق طرق، هذه الثورة لا يمكن أن تنجح إلا بحل المشكلات الاجتماعية. وإلا كل شيء يمكنه أن يتبدل”.
ومن جانبه أوضح يوسف شريف، المحلل السياسي: “في الوقع، الوضع الاقتصادي لا يتوقف عن التأزم، ليس فقط منذ بداية 2011 ولكن منذ بداية الألفينيات، لكن الشعب يشعر بهذا الوضع أكثر جراء الحرية التي سمحت لهم بأن يروا وأن ينقدوا”، مشيرا إلى أنه في حالة استمرار الوضع هكذا، فإن الناس سيصبحوا غاضبين أكثر، وستكون الديمقراطية هي أول ضحية.