سيطر الغموض على مشهد حادث سقوط ميكروباص بمياه النيل من أعلى كوبري الساحل بالجيزة بالكامل، فبعد مرور نحو أسبوع كشف مصدر أمني بوزارة الداخلية اليوم تفاصيل جديدة تؤكد عدم صحة الواقعة المزعومة.
مصدر أمني يكشف عدم صحة سقوط ميكروباص بمياه النيل بالساحل
وصرح مصدر أمنى بوزارة الداخلية بأن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، تلقت بلاغاً من أحد المواطنين من أنه علم من آخرين رؤيتهم لشيء يسقط من أعلى كوبرى الساحل بدائرة قسم شرطة إمبابة، ولم يتحققوا منه (مرجحين كونه سيارة ميكروباص).
وانتقلت على الفور الأجهزة الأمنية المعنية مدعومة بكافة التجهيزات اللازمة لعمليات الإنقاذ النهري، حيث قامت القوات بتمشيط محيط محل البلاغ، وتكثيف عمليات البحث الدقيق بنهر النيل.
فرق الإنقاذ تواصل البحث لأسبوع كامل عن دلائل سقوط ميكروباص الساحل بمياه النيل
جهود مكثفة ومستمرة طوال أسبوع كامل لأجهزة وزارة الداخلية للبحث عن أي دلائل لسقوط الميكروباص في النيل والتي أسفرت نتائجها عن أن فرق البحث لم تتوصل إلى أي آثار لمفقودين أو لسيارة “ميكروباص”، وقد تم العثور فقط على “غطاء سيارة كبير الحجم” بقاع نهر النيل.
استكمال أعمال البحث والتحري عن ميكروباص الساحل المفقود وتفقد مواقف سيارات الأجرة
باستكمال أعمال البحث والتحرى وجمع المعلومات من خلال التقابل مع العديد من شهود العيان وفحص مواقف سيارات الأجرة “الميكروباص” التى تمر بمحل البلاغ كخط سير لها.. لم يُستدل على أية سيارات مفقودة، بالإضافة إلى عدم تلقى الأجهزة الأمنية أية بلاغات تفيد غياب مواطنين أو فقدان سيارة أجرة “ميكروباص” فى ذات اليوم وحتى تاريخه.
الصياد أبو علاء شاهد من موقع البلاغ يروي لـ”بوابة الاهرام” الحقيقة
استمعت “بوابة الأهرام” لرواية الصياد أبو علاء أحد المتواجدين بالمكان بشكل دائم وذلك خلال تقرير مصور بثته بوابة الأهرام منذ أسبوع بالتفاصيل حيث أكد الصياد عدم رؤيته لأي شيء يسقط من أعلى الكوبري أو سماعة صوت ضجيج يذكر.
واضاف الصياد أنه كعادته كل صباح يجلس برفقة شقيقه ونجله في مركبه الراسي على ضفاف نهر النيل بإمبابة أسفل كوبري الساحل في هدوء يتابعون الشباك التي يصطادون بها قوت يومهم المعتاد من خيرات النيل العظيم ولم يشاهد أي سيارة تسقط من فوق الكوبري.
وأكد الصياد في روايته أنه يجلس أسفل الكوبري ٢٤ ساعة يصطاد ويأكل ويقيم بالمركب البسيط التي يمتلكها وأنه ساهم مرات عديدة في إنقاذ أرواح البشر التي تقبل على الانتحار من فوق الكوبري أو يسرع لالتقاط الاشياء التي تسقط أمامه في النيل من أعلى الكوبري ويساهم في انتشالها من المياه وإن مثل حادثة سقوط ميكروباص في النيل لا يمكن أن تمر أمامه دون أن يلاحظها هو ومن برفقته واستعجب من إشاعه “حادث سقوط الميكروباص” .
ووفق ما قاله مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة في تصريحه اليوم أن (شاهد عيان “صياد”) أشار إلى أن ما سقط من أعلى الكوبرى “غطاء سيارة”.
وإمعاناً فى التيقن تم إجراء تجربة بإلقاء ذات الغطاء من أعلى الكوبرى، والتقطتها الكاميرا التى سبق وأن أُشير إلى أنها سجلت لحظة سقوط السيارة وتبين مطابقة المشهدين.
حقيقة انهيار سور كوبري الساحل ووجود بقايا زجاج أعلى رصيف كوبري الساحل
أما الجزء المفقود من سور الكوبري تبين من خلال تكثيف جهود البحث بمحل البلاغ المشار إليه انه سبق واصطدمت به سيارة نقل، مما أدى إلى تصدعه، ويليها فى وقت لاحق اصطدمت به إحدى مركبات “التوك توك” بذات الجزء من السور مما أدى إلى سقوطه لضعفه.
ضبط صاحب مركبة “التوك توك” المصتدمة بسور كوبري الساحل
كما أمكن لفريق البحث تحديد صاحب مركبة “التوك توك”، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.
وأشار إلى قيامه عقب ذلك برفع مركبة “التوك توك” من مكان الحادث لحدوث تلفيات شديدة بها وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.