الخبر نيوز | شبكة إخبارية مستقلة

الرئاسة التونسية بين مرشحين.. الأول رفض الحملة الانتخابية لأسباب أخلاقية.. والثاني استعان بشركة دعاية إسرائيلية

قال المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية في تونس قيس سعيّد، اليوم السبت، في بيان على موقع حملته الانتخابية، عدم قيامه شخصيا بحملة انتخابية للدور الثاني من الانتخابات “لدواعٍ أخلاقية”.

وأوضح أن قراره يأتي “ضمانا لتجنب الغموض حول تكافؤ الفرص الذي يجب أن يشمل أيضا الوسائل المتاحة لكلا المترشحين، مؤكدا ضرورة الابتعاد عن المحاولات اليائسة لضرب سير العملية الانتخابية، مجددًا دعوته الشعب التونسي ليكون على موعد مع التاريخ، ويشارك في تقرير مصيره عبر التوجه إلى صناديق الاقتراع.

مبدأ تكافؤ الفرص الذي تحدث عنه سعيد يتعلق بتواجد مرشح الرئاسة عن حزب “قلب تونس” نبيل القروي، في السجن بتهم “فساد”، وهو ما أثار جدلا في البلاد بالنظر إلى مبدأ تكافؤ الفرص الذي يفرضه القانون لقيام كل مرشح بحملته الانتخابية.

والجمعة، اعتبر الرئيس المؤقت محمد الناصر، أن “الوضع الذي تعيشه البلاد له تداعيات خطيرة على مصداقية الانتخابات والمسار الديمقراطي”.

في الوقت ذاته كشفت وثائق أمريكية أن المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس، نبيل القروي، تعاقد مع شركة لوبيات كندية تدعى “ديكنز آند ماديسون”، ودفع لها القروي مبالغ وصلت إلى مليون دولار أمريكي.

ونص العقد على أن “الشركة ستمارس ضغوطا على حكومات الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بغرض وصول نبيل القروي إلى رئاسة الجمهورية التونسية”، بحسب روسيا اليوم.

ونُشرت الوثيقة في موقع وزارة العدل الأمريكية، تطبيقا لـ”قانون تسجيل الوكلاء الأجانب” (فارا)، الذي يُلزم جماعات الضغط على التسجيل لدى السلطات.

ووقع العقد، بين آري بن منشيه عن شركة “ديكنز آند مادسون”، وشخص يُدعى محمد بودربالة نيابة عن رئيس “حزب قلب تونس”، نبيل القروي.

وبموجب هذا العقد تضغط الشركة على مؤسسات حكومات الولايات المتحدة والاتحادين الروسي والأوروبي والأمم المتحدة وأي دول أخرى متفق عليها بشكل متبادل، إلى جانب المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية على النحو المتفق عليه، وكذلك تقديم خدمات أخرى مثل المساعدة في وضع وتنفيذ سياسات مفيدة للتنمية في تونس ومساعدة (القروي) للوصول إلى رئاسة الجمهورية التونسية”.

وجاء في نص العقد: “سوف نسعى جاهدين لترتيب لقاءات مع الرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر 2019.. سنسعى جاهدين لترتيب لقاء مع رئيس الاتحاد الروسي خلال هذه الفترة الزمنية أيضا، وسنعمل بجهد خلال الفترة نفسها للحصول على الدعم للوصول إلى الرئاسة لصالح نبيل القروي”.

وأضاف العقد أنه بعد وصول القروي إلى الرئاسة، سيسعون جاهدين لترتيب الدعم الكامل والاستثمارات من الشركات الأمريكية لفائدة الاقتصاد التونسي. ومقابل هذه الخدمات ومباشرة بعد التوقيع على العقد، يدفع القروي للشركة مبلغ مليون دولار أمريكي عن طريق التحويل البنكي إلى حساب الشركة.

وآري بن منشيه هو من أصول إيرانية، هاجر إلى إسرائيل في سن صغيرة، وبسبب إجادته للغة الفارسية، خدم بصفة مواطن عامل في الجيش الإسرائيلي، وفي سنوات السبعينات وبداية الثمانينات، خدم في الوحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإٍسرائيلية، ثم عمل بعد ذلك في وحدة العلاقات الخارجية بالجيش، وبعد خروجه من الخدمة العسكرية اتجه للعمل الخاص، وحاول بيع سلاح أمريكي لإيران.

اعتقل بن منشيه في الولايات المتحدة، وقال في التحقيقات إنه يعمل مع الموساد وإنه مستشارا خاصا للرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت اسحاق شامير، وبعد إطلاق سراحه سافر إلى استراليا، ثم إلى كندا حيث يستقر هناك.

وطلبت النيابة العامة من الشرطة التونسية، أمس الجمعة، التحري بشأن حقيقة تعاقد القروي مع شركة مختصة في “الضغط والتعبئة السياسية” يديرها ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، للحصول على دعم الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في سعيه نحو كرسي الرئاسة.

وأعلنت هيئة الانتخابات التونسية في في 17 سبتمبر، تأهل المرشح المستقل قيس بن سعيد، وهو أستاذ قانون دستوري، إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بنسبة 18.4 بالمئة من الأصوات، وكذلك القروي بنسبة 15.58 بالمئة. وحددت الهيئة رسميا، 13 أكتوبر الجاري، موعدا لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات.

اترك تعليقاً