حمل الرئيس عبدالفتاح السيسي، معاناة دول إفريقيا والمنطقة العربية، معه إلى ميونيخ الألمانية لوضعها على طاولة قادة العالم خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يعد الأهم على مستوى العالم؛ نظرا لأنه يضع سياسات العالم الأمنية واستقرار الدول.
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ، تعد هي السابقة الأولى في تاريخ المؤتمر الدولي، إذ أن الرئيس المصري أول رئيس غير أوروبي يتحدث أمام مؤتمر ميونيخ، ولم يتخل الرئيس السيسي عن هذه الفرصة الذهبية للحديث عن معاناة الدول العربية التي نال منها عدم الاستقرار، وتقدمت الأزمة الليبية القائمة، حيث أكد الرئيس أن من أهم القضايا المُلحة على الساحة الإفريقية هي قضية الأمن في ليبيا.
وتابع في كلمته التاريخية أمام قادة العالم: وهي قضية تتطلب منا جميعًا تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي، والعمل على دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية، وقد حرصت مصر على تقديم العون للأشقاء في ليبيا لمساعدتهم على استعادة عافيتهم، وتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء عملية سياسية مستدامة، بما ينعكس إيجابًا على الشعب الليبي والوضع الإقليمي في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الأفريقي.
ولعلها إشارة من السماء لتأييد المساعي المصرية للحفاظ على دول الشرق الأوسط ، من التفكك وإنقاذها من شر الإرهاب؛ إذ تزامنت الذكرى الـ4 للضربة الجوية المصرية ضد داعش ليبيا مع حديث الرئيس أمام مؤتمر ميونيخ عن أمن واستقرار ليبيا، حيث شنت القوات المصرية ضربة جوية أوجعت التنظيم الإرهابي في ليبيا، وذلك في 16 فبراير من عام 2015.
ونص بيان القوات المسلحة في هذا اليوم، على: «شعب مصر الأبى: تنفيذًا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطنى.. وارتباطا بحق مصر فى الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد.. قامت قواتكم المسلحة فجر الاثنين، الموافق 16/2/2015 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية، وقد حققت الضربة أهدافها بدقة.. وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله.. وإذ نؤكد أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ.. وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف، حمى الله مصر وشعبها العظيم وألهم أهالى شهدائنا الصبر والسلوان».
الضربة الجوية المصرية ضد تنظيم داعش الإرهابي تمت وفق تنسيق أمني ومعلوماتى مع الجيش الليبي، بهدف تطهير الداخل الليبي من الوجود الإرهابي ومواجهة التهديدات التى يتعرض لها الأمن القومى المصري، وقد نفذت الضربة الجوية 6 مقاتلات حديثة من طراز أف 16 بلوك 52، وهي أحدث الطرازات الموجودة داخل القوات الجوية المصرية، وحققت نتائجها بنسبة 100% وتمكنت من تدمير مخازن أسلحة وذخائر لتنظيم داعش الإرهابى، وكانت مركزة على تجمع للعناصر الإرهابية فى مدينة سرت الليبية.
الضربة جاءت ردا سريعا على قيام تنظيم داعش الإرهابي بإعدام 21 مسيحيا مصريا في مدينة سرت الليبية، حيث انطلقت القوات الجوية المصرية من مطار غرب القاهرة الساعة الرابعة، ثم وصلت إلى مطار مطروح، الذى انطلقت منه إلى مدينة سرت الليبية، حيث ضربت مواقع تنظيم داعش الإرهابى، ووصلت إلى مدينة طرابلس الليبية، ثم عادت إلى الأراضى المصرية بعد تنفيذ المهمة بنجاح.
واستطاع الطيران الحربي المصري دك معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر لتنظيم داعش الإرهابي بالأراضي الليبية في مناطق حي السيدة خديجة ومنطقة شيحة، وشركة الجبل مقر المحكمة الشرعية لتنظيم داعش في درنة، كما قصف 5 منازل لقادة التنظيم.
ومن جانبه قال قائد القوات الجوية الليبية حينذاك، العميد صقر الجروشي، إن قصف المقاتلات المصرية لمواقع داعش ليبيا تم بالتنسيق مع الجيش الليبي، مشيرا إلى أن ما بين 40 و50 متشددا قتلوا في الضربات الجوية.