اكد الشيخ عبد الرحمن محمد آل خليفة رئيس المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بدولة البحرين، انه لا تزالُ القوى المعاديةُ والمتربصةُ بدولِنا وأمتنا تعملُ على تحطيمِها وتشتيتِها وشرذمتِها إلى عصبيَّاتٍ وجماعاتٍ متصارعةٍ ومتحاربةٍ تُبقي مجتمعاتِنا في أزماتٍ عديدةٍ خانقةٍ مُصطنعة: سياسيَّة، واقتصاديَّة، واجتماعيَّة، وثقافيَّة، بحيث باتتْ تهدِّدُ كيانَها، وتعملُ على تحطيمِ مُقوماتِها ومستقبلها، وتقويضِ الهوية والقيم الدِّينيَّة والأخلاقيَّة والوطنيَّة، وبثِّ أسبابِ الفُرقة والشِّقاقِ بين الأمَّة، لذلك فنحنُ بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى إعادةِ تثبيتِ مقوِّماتِ دولِنا وأمتِنا، وترسيخِها لدى مؤسساتِنا وشعوبِنا.
واضاف عبد الرحمن ال خليفة ، خلال كلمته بمؤتمر الاوقاف الدولي انه لا يخفى عليكم أنَّ أمتَنا مازالت تعيشُ تحدياتٍ كبيرةً وكثيرة، أدت إلى استنزافِ طاقاتِها، وإضعافِ مواردِها، وزعزعةِ أمنِها واستقرارِها، بسبب جماعاتٍ وأطرافٍ غلَّبت المصالحَ الشخصيةَ على المصلحةِ العامة، وعلى الكلياتِ الكبرى التي يجب احترامُها ومراعاتُها، فحدث الخللُ والإرباكُ في المفاهيم، وثارت الخلافاتُ والصراعات، مما يستلزمُ موقفًا مدروسًا منا جميعًا لإنقاذِ دولِنا ومستقبلِها ومستقبلِ شعوبِها.
وأوضح انَّ موضوعَ فقهِ بناءِ الدولِ من أهمِّ التأصيلاتِ التي ينبغي الاهتمامُ بها في مجالاتِ الدعوةِ والإعلامِ والتربيةِ والتعليم، فمن الضروري اليومَ أن تفهمَ شعوبُنا طبيعةَ الدولةِ الحديثةِ وأهميةَ الحفاظِ عليها، وعلى وحدتِها وأمنِها واستقرارِها، وضرورةَ تغليبِ المصلحةِ العامةِ وحفظِ السلمِ الأهلي، وأن يفهموا ويستوعبوا ما يحكم الصراعاتِ بين الدول، ليدركوا ما يُراد بهم ويُدبَّر لهم، وهذه النقطةُ أصبحت من المقاصدِ الكبرى الضروريةِ التي ينبغي التركيزُ عليها.
وطالب قائلا : ينبغي على دولِنا بأن تعملَ معًا على تعزيزِ أطرِ التنسيقِ والتعاون لمواجهة التحدياتِ المختلفة، وأن تعملَ وفقَ رؤيةٍ استراتيجيةٍ للاستثمار والتنمية، وتعزيزِ الشعورِ بالانتماءِ الوطني عبر اعتمادِ معيارِ الكفاءة والمساواة، وأن تحرصَ كل الحرصِ على تعزيزِ كفاءةِ مؤسساتِها لتكونَ دولُنا محصَّنةً بأبنائِها ومؤسساتِها ومواردِها المختلفة.
وتابع: نعوِّلُ بعدَ اللهِ تعالى على حكمةِ قياداتِنا العربيةِ والإسلامية، وعلى تنبُّه ويقظةِ علماءِ أمتِنا ومؤسساتِها الدينيةِ الكبرى، ومن أهمِّها الأزهرُ الشريف، وعلى وعيِ شعوبِنا الكريمة، لتحصين هذه الأمةِ من كيد الكائدين والمغرضين والحاقدين.