“حزن شديد، لا صوت يعلو فوق صوت البكاء والنحيب، سيدات يتشحن بالسواد، ورجال يقدمون العزاء” هذا هو الحال في قرية سمادون مركز أشمون بمحافظة المنوفية بعد وفاة 3 شقيقات فى عمر الزهور عقب تناولهن سم فئران.
“سمر الخولي” أم شابة لم تتجاوز الــ ٣٠ من عمرها فجعها القدر فى زهورها الثلاث، فقدت القدرة على الصبر وأصبحت لا تتحدث مع أحد، مستلقية فوق سريرها وحولها الكثير من السيدات يحاولون تهدئتها بكلام حتي تهدأ روحها، قبل أن تقوم بين الحين والآخر صارخة ” انا اللي موتهم، حبيبة وكريمة وأية مشيوا وسابوني لوحدى” لتعود الي صدمتها غير مصدقة مع حدث مع بناتها الثلاث الذي خطفهن الموت بسبب ” فار “.
الأب المكلوم ” هيثم الخولي ” جلس أمام منزله لاستقبال عزاء قريته في وفاة زهور عمره الثلاث فى يوم واحد غير مصدق أن فأرا حرمه من أطفاله .
يذكر أن ” حبيبة وكريمة وآية ” ثلاث شقيقات أعمارهن ٧ سنوات و٦ سنوات و٥ سنوات كن يملأن المنزل ضجيجا وفرحا ولعبا إلا أن جاء اليوم المشئوم حينما قامت والدتهم بوضع سم فئران علي ساندويتش لانشون لاصطياد الفار الذي يؤرق حياتهم قبل أن تعثر الصغيرات علي السندويتش ويتفقون على أكله دون علم والدتهم، ليقعوا جثامين هامدة تاركين وراءهم حزن لا ينسي وجراح لا يضمدها الزمن.
وقف الاب والام أمام جثث أطفاله لا يعلمون ما حدث سوى وجود زرقة من شفتيهم وافرازت بالفم لتكتشف الأم أن من قام باكل السم أطفالها وليس الفار.
حاول الاب استجماع قواهم واستعان باقاربه وحمل الثلاث فتيات الي مستشفي اشمون العام ليخبروه أنهن فاقدات للحياة ليجلس الاب باكيا بأنه قتل أبناءه بسم الفئران.
انتظر الاب الحصول علي جثامين بناته حتي اصطحبهن الي مقرهن الاخير بمقابر الأسرة بالقرية ليدفنهن وسط قهر وحزن في جنازة مهيبة خرج بها كل اهل القرية والقرى المجاورة، ليجلس باكيا علي قبر أطفاله الذين كانوا كل ما لهم من الدنيا.
وكان اللواء سمير ابو زامل مدير أمن المنوفية، قد تلقي اخطارا من مستشفي اشمون العام بوصول كل من حبيبة هيثم ابراهيم ٧ سنوات وشقيقتها كريمة ٥ سنوات وايه ٤ سنوات ومقيمين قرية سمادون جثث هامدة.
وبسؤال والدهن أكد بتناول أطفاله مادة سامة ” سم فئران ” بطريق الخطأ أثناء تواجدهن بالمنزل ونفي الشبهة الجنائية.
وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.