في تغيير كامل للمشهد، وتحول صادم للمنتجين، تراجعت أسعار النفط لحوالي 20% عن آخر ارتفاعاتها، حيث بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 67.49 دولار للبرميل، فيما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 56.96 دولار للبرميل، وذلك خلال تعاملات اليوم الجمعة الموافق 16 نوفمبر 2018.
فمنذ أسابيع كانت قراءة المشهد من قبل المحللين تقول أنه ربما يرتفع سعر برميل الخام إلى 100 دولار، وذلك بسبب الأزمات الجيوسياسية الأخيرة، إلا أن عوامل كثيرة وبشكل متسارع غيرت مجرى الدفة، فظهور توقعات بتباطو النمو العالمي، مما عكس عدم الحاجة إلى نفط خلال الفترة المقبلة بذات المعدل، وبالتالي ندرة الشراء، ومن ثم زيادة المعروض فهبوط الأسعار، وهو بالفعل السيناريو الذي تم.
وكان للولايات المتحدة الأمريكية عامل آخر في إنخفاض الأسعار، وهو زيادة معدلات إنتاجها لرقم قياسي لم تصل له منذ 40 عام، وذلك بالإضافة للعديد من البلدان التي كثفت من إنتاجها على الرغم من تصريحات عدة بخفض الإنتاج من قبلهم.
عامل أخر ساهم في انخفاض الأسعار، هو عدم الصرامة في تنفيذ العقوبات الموقعة على إيران، حيث تم السماح لثمان دول من استيراد المواد البترولية منها، على الرغم من حظر ذلك، الأمر الذي أضاف منتجات للسوق لم تكن في الحسبان.
وفي الوقت الذي يعد ذلك مكسبا للدول التي تعتمد على الوقود، إلا أن الدول والشركات التي تعتمد على الإنتاج والاستخراج باتت تعاني من إنخفاض حجم الأرباح الهائل ذلك، وتمكن شهر نوفمبر من تحطيم سعر مرتفع للنفط إستمر منذ بداية السنة، عقب 4 سنوات لم يتمكن فيها من الصعود مجددا.