الخبر نيوز | شبكة إخبارية مستقلة

باحث فرنسي: بعد 8 أعوام من الثورة.. التونسيون لم يعد يطمحون في الديمقراطية

أكد الباحث الفرنسي في مجموعة “كريزس جروب” الدولية، ميكائيل بشير أياري، أن مشكلة الثورة التونسية تتمثل في صعوبة تركيز قيم الجمهورية، مشيرا إلى أن الدولة ضعيفة أكثر مما نتصور، موضحا أنها دولة تحاول أن تفرض نفسها بالقوة، دون أن تنجح، في الوقت الذي أصبح الشعب عازفا عن طلب إصلاحات ديمقراطية.

وأوضح أياري في حوار مع صحيفة “لوبوان” الفرنسية، بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة التونسية، أن الدولة التونسية عاجزة على القيام بإصلاحات جذرية، من أجل شراء السلم الاجتماعي، مشيرا إلى أن كل شيء يسير في تونس عبر المحسوبية، إذ أن النظام القائم هو نظام محسوبية، الذي وفقا له، المواطنون مستبعدين من دوائر السلطة، ويتحملون قرارت الحكومة بشكل جبري.

واستطرد الباحث الخبير بالشأن التونسي أن الفكرة الشائعة في تونس أن المؤسسة لا تخدم الصالح العام ولكن في خدمة الذين يديرون المؤسسات.

وأضاف الباحث أن هناك انطباع أن تونس بمثابة “دولة مجمدة”، فالديمقراطية لم تعد مبدأ أعلى للشعب، في ظل تزايد المطالب لتحقيق نمو اقتصادي وعدالة اجتماعية، فالشعب يعتقد أنه لم يكسب شيء من هذا الانتقال السياسي الذي تحقق مع الإطاحة بنظام بن علي، لافتا إلى أن هناك رغبة في تقبل حتى نظام صلب، حتى وأن كان فاسدا، ولكن ذات إدارة موضوعية وعقلانية، يحقق عدالة في الفرص، ونجاح على أساس الجدارة.

واستطرد الباحث، أنه بعد 8 أعوام من الثورة، فإن خيبة الأمل لا تزال مسيطرة، فعلى الرغم أن الشعب لم يعد تحت قبضة نظام ديكتاتوري، ولكن على المستوى الاقتصادي والسياسي، هناك الكثير من المقاومة والجمود، إضافة إلى تشكك في المستقبل.

وأشار الباحث إلى أنه لا يوجد حركة أو حزب سياسي في تونس لديه برنامج أو استراتيجية أو رؤية، ولا حتى الحكومة، لافتا إلى أن سلسلة القيادة منكسرة داخل النظام التونسي، يضاف إلى غياب التعاون بين الوزارات، كل هذا يشرح العجز في تحقيق اصلاحات هيكلية وفرض سياسات عامة.

اترك تعليقاً