ادعت امرأة مصرية أنها تزوجت الصحفي السعودي جمال خاشقجي في احتفال ديني في الولايات المتحدة تم خلال العام الجاري، قبل أشهر من مقتله في قنصلية سعودية في تركيا أثناء بحثه عن أوراق لزواجه من امرأة مختلفة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في التقرير الذي نشرته أمس، الجمعة، أن هذا الزواج يبدو أن خاشقجي قد أبقاه مخفيا عن خطيبته التركية وحتى عن أفراد عائلته، وأضاف مزيدا من التعقيد إلى الجدول الزمني لخاشقجي والوقت الذي قضاه ما بين أمريكا وتركيا قبل أن يقتل في الثاني من أكتوبر الماضي.
وفي مقابلة أجرتها زوجة خاشقجي السرية مع الصحيفة الأمريكية، قالت المرأة إنها تقدمت للكشف عن زواجها من خاشقجي، لأنها كزوجة مسلمة، تريد حقها الكامل والاعتراف بها.
ووفقا لـ “واشنطن بوست”، فقد تحدثت زوجة خاشقجي السرية شريطة ألا يتم كشف هويتها، ولكن اكتفت فقط بأول أحرف من اسمها الأول والأخير «H. Atr»، مشيرة إلى قلقها على أمنها ووظيفتها.
وقدمت زوجة خاشقجي السرية في أمريكا لصحيفة “واشنطن بوست” رسائل نصية قامت بتبادلها مع الصحفي السعودي القتيل وصورهما معًا، بما في ذلك بعض الصور من حفل زفافهما، الذي عقد في يونيو في إحدى ضواحي واشنطن.
وأكد تلك الرواية أحد المنتسبين منذ فترة طويلة لـ “خاشقجي” ممن شاركوه كشهود عيان على حفل زواجه – والذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته؛ بسبب مخاوف تتعلق بأمنه وسلامته، وفقا للصحيفة الأمريكية.
وحسب «واشنطن بوست»، إذا ثبت صدق هذه المرأة التي تزعم زواجها من خاشقجي قبر اأشهر من مقتله، وأنها زوجته الشرعية، يمكنها المطالبة بجزء من أي تعويض تجمعه أسرته من الحكومة السعودية، غير أن الوضع القانوني لزواجها من الصحفي السعودي غير واضح، ولا يبدو أنهما حصلا على أي وثيقة زواج.
وتستطرد زوجة خاشقجي السرية، في حديثها للصحيفة الأمريكية، أنها قدمت صورًا وأدلة أخرى على زواجها من خاشقجي للمسئولين السعوديين والأتراك لقنصلية في الشرق الأوسط.
وظهرت بعض هذه الصور على الإنترنت الأسبوع الجاري في عدة مشاركات على “تويتر”.
وأكدت الزوجة السرية المزعومة، مصرية الجنسية، البالغة من العمر 50 عاما لـ”واشنطن بوست” أنها تقيم في منطقة الخليج وأمضت وقتا مع خاشقجي عندما وصلت إلى الولايات المتحدة بزيارة عمل، مضيفة أنها التقت بالصحفي خاشقجي لأول مرة منذ عشرة أعوام على هامش منتدى إعلامي أقيم في الشرق الأوسط، لكن علاقاتهما الغرامية بدأت في العام الماضي.
وأعلنت عن أنها شاهدت خاشقجي لآخر مرة في سبتمبر الماضي، مؤكدة أنه أعرب غير مرة عن قلقه إزاء إمكانية أن تتخذ السلطات السعودية خطوات ضده، لكنه لم يصدق أن خطرا ما يهدد حياته.
ورفض أفراد من عائلة خاشقجي التعليق على الموضوع للصحيفة الأمريكية.
كما رفض التعليق أيضا الشيخ أنور حجاج الذي زعم أنه من عقد قران الزوجين، وهو أستاذ في مجال الدراسات الإسلامية بالجامعة الأمريكية المفتوحة في ولاية فيرجينيا الأمريكية.
كما نفت خطيبة خاشقجي التركية، خديجة جنكيز، في اتصال هاتفي مع «واشنطن بوست» أنها لا تعلم شيئا عن علاقة خاشقجي مع السيدة المصرية وطرحت تساؤلات بشأن دوافعها من الإعلان عن علاقتها بها وادعاء زواجها منه.
وقالت خديجة إن هذه المرأة تحاول على ما يبدو تشويه صورة جمال خاشقجي في عيون الناس، معتبرة ذلك محاولة لنسف مصداقيته والإضرار بسمعته.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن لدى تلك المرأة، في حال ثبوت ادعاءاتها، الحق في الحصول على جزء من التعويضات المقدمة إلى عائلة الصحفي من قبل الحكومة السعودية.