يرقد في سبات عميق ببراءة كالأطفال، كالذي غلبه النوم ولم يره منذ أيام، تمر أسابيع وشهور وسنوات وهو يغط في نومه كما هو، تتبدل ملامحه ويتغير شكله، إلا أنه مازال في عالمه الآخر الذي عجز الأطباء عن إفاقته منها، حتى فوجئوا أمس بالأمير الوليد بن خالد يحرك رأسه أخيرا بعد 14 عاما من غيبوبته، ليبعث الأمل مرة أخرى في الشعب السعودي بعوة الشاب الذي أضحى في الثلاثين من عمره.
كان عام 2005، نهاية التاريخ وتوقف الزمان الذي عاشه الأمير الوليد بن خالد، ذلك الشاب ذو الـ 18 ربيعا، المفعم بالطاقة والحياة، بعثه قدره إلى لندن للالتحاق بالكلية العسكرية وإتمام دراسته هناك، ولكن دفعه الشغف بالحياة والطاقة إلى مصيرة المحتوم الذي لازمه لسنوات حتى كبر ونضج ولكن وهو نائم.
خرج الأمير مع صديقيه ذات يوم، مستقلا سيارته الـ”هامر”، وقادها بسرعة عالية وتسبب تحطم العمودين الواصلين بين العجلتين الأماميتين والخلفيتين في طيران السيارة إلى أعلى ومن ثم انقلابها عدة مرات، ما أدى لخروج جسد الوليد من فتحة سقف السيارة وسقوطه على رأسه وكان بصحبته صديقين له لم يتعرضا لأي أذى ولكن رأس الأمير النائم اصطدمت بالأرض، ولم يخرج منها أي دماء وأفاق في موقع الحادث للحظات ثم دخل في غيبوبته الطويلة.
أصيب الأمير النائم بكسر ونزيف داخلي أدى إلى ضغط على المخ، وشخص الأطباء حينها حالته بالموت الدماغي، الذين أكدوا في تشخيصهم الطبي أنه توفي خلال 48 ساعة من الحادث، مشيرين إلى أن جسده سيتحلل مع مرور الوقت، إلا أن عائلته رفضت الاستسلام لهذا التشخيص ما دام القلب ينبض.
وفي فبراير عام 2015 قرر والده الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، شقيق الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود وعضو من أعضاء هيئة البيعة، ووالدته هي الأميرة منى رياض الصلح، ابنة الزعيم اللبناني وأول رئيس لمجلس الوزراء بلبنان الحديثة بعد الاستقلال، نقله للمنزل بتجهيز غرفة له مجهزة بكامل الأجهزة الطبية، لتكون مثل غرفته بالمستشفى ولكن بمقربة منهم، وحرص على توفير أكفأ الأطباء حول العالم لفحصه باستمرار، وقرر حينها أن يخضهع ابنه لعملية جراحية في الرأس.
دق الأمل أبواب السعوديين أمس، حيث نشرت الأميرة ريما بنت طلال، شقيقة الأمير والملياردير السعودي الوليد بن طلال، مقطع فيديو للأمير وليد بن خالد وهو يحرك رأسه بعد أن قضى 14 عاما في غيبوبة وبلغ الثلاثين من عمره، ليشعل بذلك داخلهم الأمل ويبعث الروح داخلهم مرة أخرى في احتمالية استيقاظه من غيبوبته.
ولكن للأسف، لم تكن تلك المرة بالأولى التي يتحرك بها الأمير النائم، ففي يناير 2017، نشر الأمير خالد بن طلال، مقطعي فيديو يظهران تجاوب نجله الأمير الوليد مع معالجه، وقيامه بتحريك كتفه عدة مرات.