تلك السمراء صاحبة الصوت الدافئ، المنبعث من إحساسٍ دفين يستطيع أن يسكن خلجات نفسك عند سماعه، لا يختلف حولها رأيان إن صدحت طربا أو غنت شعرا، لكنما زاوية أخرى في شخصية المطربة تتعلق بعفويتها المنفلتة ولسانها الذي لا ينفك عن قول ما لا يقال والتصريح بما لا يجب الإفصاح عنه.
كانت شيرين ولا تزال حتى الأمس القريب، صاحبة الرقم القياسي في الأزمات المفتعلة، تربعت على عرش النجمات اللاتي أغواهن الحديث وجانبهن التوفيق في كل مرة تتحدث فيها.
المبررات لم تكن أبدا مقنعة والاعتذارات أضحت مملة حتى أن بعضا من محبيها قال لها نصا: “نحبك عندما تغنين.. لكننا نقلق عندما تتحدثين”.
لم يكن مبررا أن تشن شيرين تلك الهجمة الشرسة على عمرو دياب في حفل زفاف عمرو يوسف وكندة علوش، كما لم يكن مقبولا أن تهاجم مصر ساخرة بقولها عن النيل إن مياهه أصبحت ملوثة، وذلك في حفلة بتونس، إضافة إلى أزمة الحذاء في برنامج “ذا فويس” وتصريحها الساخر مؤخرا “أنا خسارة في مصر”.
“الطائشة” كان لقبا منحه لها الجمهور، ربما من باب الهجوم لكنها في أغلب الأحوال لم تكن تقصد تلك العبارات التي وثقتها الصحافة في أرشيف السقطات التي يستدعيها التاريخ كلما أضافت لها شيرين سقطة جديدة.
وقعت شيرين عبد الوهاب في متاهة الإعلامية وفاء الكيلاني، في آخر ظهور لها عبر الشاشة، لتستفز مشاعر الجماهير مرة أخرى بتصريحات تبدو في واقعها طبيعية لكنها على مقياس الصحافة والرأي العام قد تسيء إلى نجمة بحجم شيرين.
شيرين كشفت عن أسرار حياتها مع زوجها حسام حبيب، بداية من الصداقة التي تحولت لقصة حب، ثم تكللت بالزواج.
وفاجأت شيرين جمهورها بزواجها من الفنان حسام حبيب، بعد أشهر من تعاونهما في عمل فني جمعهما سويا “كل ما اغني”، الذي لم يكن مجرد تعاون فني عابر، بل بداية لأواصر الحب بينهما، شدائد مرت بها شيرين كان حسام نعم السند والداعم لها، أزمات نفسية عانتها كان خلالها الحائط الذي تستند عليه وقت الشدة.
“عزمنى مرة فى مطعم ولم أكن أراه وقتها غير أنه حبيبى، وفوجئت بنفسى أساله “هو احنا ينفع نتجوز؟”، لم تخجل شيرين من الإفصاح عن أنها من طلبت الزواج من حسام حبيب، على عكس عادات المجتمع المصري، واعتبرها الجمهور هي المسيطرة في هذه العلاقة، الزوجية”.
رغبة منها في إبراز رجولة حسام حبيب وغيرته عليها ردا على سخرية جمهورها منها، بعد ظهورها بجواره وهي تقبله أمام الناس واقتحامها مسرح الغناء في إحدى الحفلات لتقبيله، كشفت شيرين أنه غيور جدًا عليها وأنها تحب الرجل الغيور بشكل عام، “حسام يرى إن الست حرمة، والسلام للرجال لا يكون سوى بالأيدي فقط وذلك خوفًا عليها”، وقالت: “بيزعل لو راجل حاول يبوسني”، مشيرة إلى أنه يملك الكثير من صفات والدها وأهمها ارتداؤه الفانلات البيضاء بشكل دائم، وكذلك رائحة جسده تشبه رائحة جسد والدها.
“حسام مجنون مانيكير وباديكير ولذلك لا أصلي أبدًا بها لأنني أرى أنني غير نظيفة”، مبررة بذلك تركها لبعض الصلوات، الصفعة الأولى لشيرين بوجه محبيها كانت بذلك التصريح، الذي اعتبره البعض استهزاءً بالدين من أجل أمور دنيوية، وتساءل البعض كيف لها أنها ابتعدت عن المواظبة على الصلاة من أجل زوجها.
للفنان وجه آخر لا يعلمه الجمهور، ولكن هل من الممكن أن يكون وراء ذلك الوجه البشوش المبتسم، بصوته الحنون الدافئ مرض نفسي يخفيه بين جوارحه؟
بكل جرأة وشجاعة، كشفت شيرين عن محاولتها الانتحار أكثر من مرة، داعية الله أن يسامحها على ما فكرت في الإقدام عليه، وبعكس الكثيرين من الفنانين، لم تخجل شيرين من الاعتراف بترددها على طبيب نفسي، حتى أنها تمنت الزواج من طبيب نفسي، شجاعة أبدتها شيرين في الاعتراف بإصابتها بالوسواس القهري، وتلقيها العلاج على يد طبيب نفسي أمريكي تستعين بمترجم، تحكي له أسرارها وتخبره بها، فضلا عن أصدقائها الذين تخشى استغلالهم لها فيما بعد.
بصراحتها وعفويتها حيرت الجمهور أمامها، أهي تلقائية أم مغفلة، لـ تصرح بـ تعرضها للتحرش أكثر من مرة، وتصدت لمحاولاته بالضرب والشتيمة، وتجاهلت التحرش اللفظي مرات عديدة.