مع تزايد نسبة الاهتمام الجماهيري بمشاهدة مسلسل “ما وراء الطبيعة”، هناك الكثير من الكواليس الخاصة في تصوير العمل الذي لا يزال يثير جدلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هنا يتحدث مدير التصوير الخاص بالعمل أحمد بشاري ، عن هذه الكواليس مؤكدًا أن تصوير دراما الغموض والإثارة لا يشبه أي نوع آخر.
ويضيف بشاري: هذا النوع الدرامي جديد نسبياً على منطقتنا، إلا أننا أيضاً لم ننسخ أي أساليب أو أنماط تصوير عالمية أو هوليودية، “ما وراء الطبيعة” متغلغل في الأساطير والثقافة المصرية بقوة، ولذلك كان يجب علينا أن نبتكر ونقوم بعمل منهجنا الخاص.
ولكي يتم بناء عالم ما وراء الطبيعة في المسلسل، تم التركيز على ٣ عناصر أساسية: مواقع التصوير، والكائنات الخرافية، والأساطير المحلية.
ويتحدث بشاري عن مواقع التصوير، حيث يتكون الموسم الأول من ٦ حلقات، تتضمن كل حلقة على الأقل موقعين للتصوير، إلى جانب الموقع الرئيسي، بيت الخضراوي، الذي يظهر في الحلقة الأولى والأخير، ويستكمل: تم اختيار كل موقع من هذه المواقع بعناية شديدة بناءً على وصف المؤلفين لهم في السيناريو، فكل موقع يعكس الحياة في مصر في ٣ حقب مختلفة، سواء في الريف أو العاصمة، وتمت مراعاة كل تفصيلة دقيقة داخل المنازل.
ويشرح علي حسام، مصمم الإنتاج للموسم الأول من مسلسل ما وراء الطبيعة، رحلة تصميم مواقع تصوير المسلسل، ويضيف: هذا المسلسل ذو طبيعة خاصة، حيث أن جميع مواقع التصوير التي تدور بها الأحداث تحمل نفس الأهمية، وكل موقع منهم له خصوصيته الفريدة.
وأضاف: يتمحور المسلسل حول الأحداث الخارقة للطبيعة التي تحدث في ستينيات القرن الماضي، وبالتالي فإن العثور على موقع جاهز مناسب لهذه الأجواء كان مستحيلاً، وكان علينا أما تصميم المواقع من الصفر أو نعيد تصميم وتهيئة مواقع موجودة بالفعل لتناسب أحداث المسلسل.
ويعد “بيت الخضراوي” صاحب شخصية مستقلة في العمل حيث يلعب دوراً بارزاً في الأحداث، ويتفاعل مع الشخصيات، ويظهر في ٣ خطوط زمنية مختلفة.
وهنا يشرح على حسام كواليس التحضير لهذا المنزل: “منزل الخضراوي له مكانة خاصة بالنسبة لي، فعلى الرغم من أني قد عملت على عدة مشاريع سابقة كان فيها موقع التصوير ذا أهمية خاصة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أشارك في عمل يتفاعل الموقع فيه مع الشخصيات، ويتضح هذا التفاعل مع في تحول البيت إلى شخصية فعلية تلاحق وتطارد رفعت وتحاول أن تتواصل وتتحدث معه في بعض الأحيان حتى تحاول قتله، ويقبل الدكتور “رفعت ” التحدي ويدخل في معركة مع المنزل، لنكتشف أن هذا المنزل تحركه طاقة شديدة التميز والغرابة”.
أما تجربة التصوير داخل كهف حقيقي تحت الأرض فمسألة مجهدة للغاية، ويتذكر بشاري: “كان هذا كهفاً حقيقياً، بارتفاع حوالي ١٤٠ سنتيمترا فقط، ولم تكن المساحة تسمح بوجود أكثر من ٧ إلى ١٠ أشخاص بحد أقصى، بمن فيهم الممثلون، ولذلك كان يجب أن نخرج لنلتقط أنفاسنا كل ٣٠ دقيقة، بقينا هناك حوالي ٣ أو ٤ أيام كي نصور المشهد كما نريد، حوالي نصف الحلقة تجري أحداثها داخل الكهف، وكانت هناك أيضاً مسألة مصدر الإضاءة داخل الكهف، حيث تدور الأحداث داخل كهف بليبيا عام ١٩٦٩، وبالتالي فإن مصدر الإضاءة إما أن يكون ضوء القمر أو الشموع. كان يجب أن نعيد تكوين هذا التأثير وفي نفس الوقت نحترم الفترة الزمنية والمكان.
وبخلاف ذلك هناك العديد من المعلومات التي لربما لا يعرفها المشاهد من كواليس ” ماوراء الطبيعة ” وهي كالآتي:
– تصوير المشاهد الداخلية لبيت الخضراوي في قصر “أبو رحاب” تم بمنطقة المنيل، بينما صورت المشاهد الخارجية في المزاريطة، وقام فريق الإنتاج بإعادة تشكيل بيت المزاريطة ليلائم شكل قصر “أبو رحاب الخارجي”.
-تم احضار بومة مدربة خصيصًا لتصوير مقدمة المسلسل بالإضافة إلى مشاهد أخرى في المسلسل، ولكن على الرغم من التدريب، فقد استغرق الأمر من ساعتين إلى ثلاث ساعات لتصوير مشهد واحد محدد بسبب محاولة ضبط حركة الكاميرا مع البومة في نفس الوقت.
-تحتم على أحمد أمين تعلم السباحة والغوص والغطس الحر بالإضافة إلى الخط العربي و حتى قيادة السيارات لتأدية شخصية رفعت إسماعيل.
– أحمد أمين كان يحمل معه دائمًا دفتر ملاحظات لكي يكتب مذكراته ويفكر في شعوره بكونه رفعت إسماعيل.
-كان موقع التصوير مرحباً بالحيوانات بشكل كبير، فبجانب أن جميع الممثلين ومعظم طاقم العمل يمتلكون العديد من الحيوانات الأليفة، فقد تبني طاقم العمل قطتين بعد التصوير معهما، حتى إنهم أطلقوا عليهما اسم “بينكي وسليم”، وقد تبناهما أحد أعضاء فريق العمل بشكل دائم.
” ماوراء الطبيعة ” بدأ عرضه منذ أيام على شبكة نتفليكس العالمية، ويلعب بطولته: أحمد أمين ، رزان جمّال و آية سماحة وسماء إبراهيم و ريم عبد القادر، وتم تنفيذه برؤية إبداعية تحت إشراف المخرج عمرو سلامة .