في تعديل دستوري مفاجئ، رفعت كوريا الشمالية زعيمها كيم جونج أون إلى مرتبة قريبة من وضع جده كيم إيل سونج أول رئيس لكوريا الشمالية، حيث أدت التغييرات الدستورية إلى تعزيز سلطته المطلقة.
ورث كيم أون السلطة عن والده كيم جونج إيل في 2011، حيث لم يكن وقتها بلغ الثلاثين من عمره، وهو الرئيس الحالي لحزب العمال الشيوعي الحاكم، ورئيس لجنة شؤون الدولة وهي أعلى هيئة سياسية في البلاد، لكن يظل جده كيم إيل سونج يحمل لقب “الرئيس الأبدي للبلاد” وذلك رغم وفاته في 1994.
ويحظى كيم أون بصفته رئيسًا للجنة شؤون الدولة، بصلاحيات إصدار مراسيم وتعيين الدبلوماسيين أو استدعائهم.
ولكن يبدو أن ذلك لا يكفي الزعيم الكوري، حيث وافق المجلس الأعلى للشعب -البرلمان- الخميس، على تعديلات دستورية، ترسخ بحسب رئيس المجلس شوي ريونج هاي إلى “التوجيه المتجانس” لكيم.
وأضاف أن البند الجديد الذي أُدرج في الدستور، ينصّ على أن رئيس لجنة شؤون الدولة هو “القائد الأعلى للحزب والدولة والقوات المسلحة لكوريا الشمالية، طبقًا لإرادة كل الشعب الكوري ورغبته بالإجماع، بالاسم والفعل”.
وأرجع شوي تعزيز وضع كيم إلى “التأكد من التوجيه المتجانس للقائد الأعلى في كل شؤون الدولة”.
فيما اعتبر شيونج سيونج شانج، المحلل السياسي أن تلك التعديلات “تشكل ضمانات إضافية لحكم كيم الأحادي في كل الشؤون الوطنية”، مضيفا أنه “بموجب الدستور الجديد، اقتربت مهمة كيم وسلطته بصفته رئيسًا للجنة شؤون الدولة، من وضع كيم إيل سونج عندما كان رئيسًا”.
وأوضح أن سلطته الدبلوماسية الجديدة تعكس رغبته في قيادة الشؤون الدبلوماسية وتعزز دوره فيها، مما يمكن أن يزيد من أعباء الدبلوماسيين الكوريين الشماليين في الخارج لتحقيق إنجازات.
ودفع التعديل الدستوري الأخير في كوريا الشمالية البعض للربط بين كيم جونج أون وجده كيم أيل سونج، الذي توفي في 1994، حيث كان زعيم “جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية” -كوريا الشمالية- لمدة 46 عاما منذ تأسيسها في عام 1948 حتى وفاته.
وكان الجد سونج هو من أمر بغزو كوريا الجنوبية في 1950 مما أدى الى اندلاع الحرب الكورية التي اندفعت فيها الولايات المتحدة تحت مظلة الأمم المتحدة للدفاع عن كوريا الجنوبية.
أسس سونج جيش الشعب الكوري المرتبط بالحزب الشيوعي من أجل تعزيز سلطته، وضم اليه كادرا من مقاتلي حرب العصابات العسكريين السابقين الذين اكتسبوا خبرة قتالية في مقارعة اليابانيين وقوات الصين الوطنية المعادية للشيوعيين.
لكنه توفي في الثامن يوليو 1994 متأثرا بنوبة قلبية، وحضر جنازته في بيونج يانج عشرات الآلاف من المشيعين ووضع جثمانه المحنط في قصر كومسوسان في العاصمة بيونج يانج حيث ما زال يزوره الكوريون الشماليون.
وتحتفل كوريا الشمالية بعيد ميلاد كيم أيل سونج الذي يطلق عليه “يوم الشمس” حيث يعتبر عطلة رسمية في البلاد.