قال الداعية محمد الزغبى، إن مواد وأفلام اليوتيوب عليها زكاة بشروط معينة، مضيفا أنه قبل الخوض في حكم زكاة أرباح اليوتيوب، لابد من تفصيل دقيق في حكم هذا، مؤكدا أن المال من الناحية الشرعية، والذي يؤثر سلباً وإيجاباً على حكم الزكاة، له حالتان حسب أن مادة اليوتيوب الفلمية تبث شيء حلال أم لا.
وأضاف الزغبى، أن أرباح اليوتيوب لا تخلو عن حالتين: الحالة الأولى: أن يكون هذا المدون أو غيره يروج لمادة إعلامية وثقافية محرمة شرعاً، كمن يبث الأفكار الضالة والشاذة والتكفيرية في المجتمع، ومن يروج للإشاعات والكذب، ويدعو إلى الرذيلة وهدم الأصول الشرعية والأخلاقية، فالمال المتولد من هذه المادة الإعلامية، مال محرم شرعاً، لا تجب فيه الزكاة؛ بل الواجب إخراجه في وجوه الخير المختلفة، والتبرؤ منه، لأنَّّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذا نص الفقهاء على أن المال المحرم كالمغصوب والمسروق، والذهب المحرم لا زكاة فيه.
وحول الحالة الثانية: قال “الزغبى” أن تكون المادة الإعلامية والثقافية مادة نافعة تدعو إلى الأخلاق والفضيلة وبث العلم ونشر الفكر المعتدل، أو ترفيهية مباحة؛ فلا بأس بهذا الربح، وهو مباح ولا تجب فيه الزكاة إلا بشرطين. لافتا إلى الشرط الأول: أن يبلغ هذا الربح نصاباً شرعياً؛ وقد اختلف أهل العلم في نصاب المال، هل يعتبر بنصاب الذهب أو بنصاب الفضة، والذي أراه قول جمهور أهل العلم وكثير من المجامع الفقهية أن نصاب المال يقدر بالفضة؛ لأنه أحظ للفقراء والمساكين لاسيما في ظل أزمة كوزونا، فنصاب المال يعادل قيمة 595 جراماً من الفضة، مشرا إلى الشرط الثاني: أن يدور على هذا الربح حولاً كاملاً، فإذا كانت الأرباح تصرف وتنفق أولاً بأولٍ ولا يُدخر منها ما يبلغ نصاباً على مدار الحول كله فلا زكاة فيه.