لم يكن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في الأيام التي سبقت تنفيذ حكم إعدامه، عابسًا أو قانطًا، كان يعيش حياة هادئة، رغم علمه أن الموت هو مصيره المحتوم، كان دائمًا يمازح القوة الأمريكية التي كلفت بحراسته في معتقله الذي كان داخل قصر له على ضفاف نهر دجلة.
حسب ما جاء في كتاب “صدام حسين وحراسه الأمريكيون، سجين قصره” للضابط في الجيش الأمريكي ويل باردنويربر، فقد سادت الألفة بين صدام وحراسه الاثنى عشر، الذين حرصوا على تطبيق سياسة واشنطن في الحفاظ على حياته لضمان محاكمته بما يظهرها أن حريصة على تطبيق العدالة.
وفق ما نقله أحد الحراس عن صدام حسين، فإن الأخير بدا راضيًا في جلوسه في أحد الزنازين داخل قصره، كان يمارس الكتابة أحيانًا، ويمازح الحراس، ويدخن سيجار الكوهيبا الفاخر.
فضلًا عن ذلك فإن صدام حسين كان يهتم دومًا بالسؤال عن الحياة الخاصة للضباط المكلفين بحراسته، واهتمامه بأفراد أسرهم، وذكر أحد حراس الكتاب أن صدام كتب قصيدة لزوجة أحد الحراس.
كما كان يحب سماع الراديو، والبحث في محطاته على المطربة الأمريكية ماري بليج، إضافة إلى ممارسة ركوب الدراجة الهوائية، لدرجة أنه كان يمازح الحراس بأنهم يقوي قدميه حتى يستطيع الهروب.
حسب الكتاب التي نشرت “بي بي سي” أجزاءًا منه فإن صدام عانق الحراس الذي سلموا إلى القائمين على تنفيذ حكم الإعدام. كما رثاه أحد الحراس المكلفين بحراسته وهو آدم روجرسون الضابط بالجيش الأمريكي الذي قال بعد وفاة صدام ” حقًا إنه كان يومًا حزينًا”.
ولد صدام حسين في قرية العوجة بمدينة تكريت، في محافظة صلاح الدين عام 1937 ، و تولى حكم العراق في عام 1979.
وشهدت فترة حكمه أحداثا كبيرة كان من أبرزها حرب الثماني سنوات مع إيران والتي كانت بين الفترة 1980 إلى 1988 ، ثم أصدر قرارا بغزو الكويت عام 1990، وهو ما أسفر عنه خوض العراق حربا مع تحالف دولي استطاع أن يحرر الكويت، ويفرض على أثر ذلك حصار اقتصادي على العراق من قبل الأمم المتحدة، تبعها الغزو الأمريكي للعراق، وسقوط نظام صدام حسين.