تسابق السلطات الصحية في المغرب الزمن، من أجل التصدي للنسخة المتحورة من فيروس كورونا المعروفة باسم “دلتا”، وذلك بعد اكتشاف 3 بؤر للمتحور الجديد. بمدينة الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية) و أخرى بمدينة القنيطرة التي تبعد عن الرباط بحوالي 35 كلم.
واكتشفت البؤر الثلاث في مدينة الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية) و أخرى بمدينة القنيطرة التي تبعد عن الرباط بحوالي 35 كلم.
حالة تأهب
إن حالة التأهب التي تشنها السلطات، جاءت مباشرة بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتطبيق “واتساب”، ما أكده البروفيسور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للإعلام بخصوص ظهور 3 بؤر بالدار البيضاء للمتحور الهندي دلتا، ورابعة بمدينة القنيطرة.
ووفق المصدر نفسه، فإن السلطات الصحية اتخذت جميع التدابير الصحية لتطويق اتساع رقعة الإصابات بهذا المتحور المتميز بسرعته في الانتشار بنسبة 70 بالمئة أكثر من المتحور البريطاني.
وكان عضو اللجنة العلمية التلقيح، كشف في مايو الماضي، أن الحالة الأولى من السلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا في المغرب سجلت لدى مواطن هندي، مقيم في المملكة، فيما رصدت حالة ثانية لدى أحد مخالطيه.
وأضاف عفيف، أنه تم رصد الحالتين في مدينة الدار البيضاء، قبل أن يتم تعليق الرحلات الجوية مع الهند، وجرى نقل المصابين صوب مستشفى مولاي يوسف، لتقلي العلاج والرعاية الطبية اللازمة”.
وأوضح عضو اللجنة أنه تم وضع أكثر من 17 شخصا من المخالطين تحت المراقبة الطبية، حيث أكدت الفحوص المخبرية عدم إصابتهم بعدوى “المتحورة الهندية”.
وأعلنت السلطات، الخميس، تسجيل 789 حالة إصابة جديدة بكورونا المستجد، مقابل 525 حالة شفاء وحالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، في وقت بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للكوفيد 10 ملايين و28 ألف و791، بينما وصل عدد المتلقين للجرعة الثانية إلى 9 ملايين و140 ألف و785 شخصا.
عدم الالتزام مشكلة
وفي هذا الصدد، يقول الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية لـ “الصحراء المغربية”، بالنسبة للمتحور الهندي “دلتا”، سبق الإعلان رسميا عن ظهور حالتين في الدارالبيضاء مدة أزيد من شهر ونصف، ويتعلق الأمر بمواطن مغربي جاء من إحدى الدول الأجنبية، ثم مواطن أجنبي مقيم في المغرب، وكان ضمنهم مخالطين خضعوا للعزل الصحي وتم التحكم في هذه الحالة.
ويؤكد حمضي، أن مصادر طبية كشفت أنه توجد ثلاث بؤر للمتحور الهندي “دلتا” في مدينة الدار البيضاء، وبؤرة في القنيطرة، مشيرا إلى أن لها علاقة بمواطنين جاؤوا من دول أجنبية، وتم اكتشاف إصابتهم بمتحور “دلتا”.
ويوضح الباحث في النظم الصحية، أن أي متحور سريع الانتشار يمكنه دخول جميع دول العالم، وأنه ليست هناك أية دولة في العالم لها قدرة على منع دخول الفيروسات والمتحورين.
ويضيف الطبيب نفسه، لا توجد أية دولة في منأى عن الجائحة، أو لها القدرة على منع الفيروس أو السلالة الأصلية من الدخول إلى بلدها، ويقول نتحدث بالنسبة إلى هذا المتحور نتحدث عن الحالات المكتشفة.
ولفت إلى أنه من المؤكد أنه لا توجد أية دولة في العالم يمكن تكتشف حالة المتحور الهندي، لأن هناك حالات سيتم اكتشافها من خلال التحليل المخبري، وأخرى لا يتم اكتشافها، وهذه الأخيرة للأسف،إذا دخلت مجتمع لا يحترم مواطنوه الإجراءات الاحترازية الفردية أو الجماعية سينتشر الوباء بشكل سريع.
يجب تفادي الأسوأ
ويشدد حمضي، على ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية، من أجل ضمان حماية شاملة، وذلك بتجنب الأسفار والتجمعات غير الضرورية، ونفادي الاختلاط، وارتداء الكمامة بشكل صحي، واستعمال المعقمات باستمرار، واحترام التباعد الاجتماعي.
ويشير إلى أنه إذا كان مجتمع يحترام هذه التدابير، فإنه سيتصدى للسلالة المتحورة، لأنها لن تجد البيئة الملائمة للانتشار.
وزاد “عند عدم احترام الإجراءات الاحترازية سينتشر الفيروس في ظرف وجيز وسيصيب عدد كبير من المواطنين”.
وفي هذا السياق، يوجه حمضي، رسالة واضحة إلى المواطنين يدعوهم من خلالها إلى الالتزام والتقيد بالتدابير الاحترازية لتفادي الأسوأ وتجنب انتكاسة وبائية.
لقمة سائغة للفيروس
ويوضح حمضي من جديد، أنه رغم استفادة 30 بالمئة من السكان من عملية التلقيح ضد فيروس كورونا، فإن هذا لا يعفيهم ويجعلهم في منأى من انتشار الوباء من جديد وامتلاء أقسام الإنعاش وارتفاع حالات الوفيات.
ويرى، أيضا أنه رغم أن نسبة 30 بالمئة من المواطنين الملقحين مهمة لكن تبقى غير كافية لتحقيق المناعة الجماعية.
وتابع حمضي:” لدينا مجتمع شاب عكس الدول الغربية التي لديها نسبة شيخوخة مرتفعة، لكن نجد أن عدد من هؤلاء الشباب تخلف عن موعد التلقيح، إما بسبب الإهمال أوالخوف أوالنسيان، ويبقى أن أول ضحايا الفيروس هم من تخلفوا عن الموعد ثم أصحاب الأمراض المزمنة، هم لقمة سائغة للفيروس”.
ويذكر حمضي، أن الدارسة أظهرت أن أخذ حقنة واحدة غير كافية و التطعيم بحقنتين يعطي حماية مهمة جدا، لهذا يشدد على ضرورة استمرار الأشخاص الملقحين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية بغية الوصول إلى المناعة الجماعية.
مؤشر الإصابات تصاعدي
ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة الصحة في نشرتها اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ (كوفيد-19)، الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 532 ألف و150 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 518 ألف و101 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 97.4 بالمئة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 9298 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.7 بالمئة.
وأما بخصوص الوفيات، فسجلت حالة بكل من جهة الدار البيضاء-سطات، وجهة الرباط- سلا- القنيطرة.
وحسب الوزارة، أصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب يبلغ 1462.5 إصابة لكل 100 ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 2.1 لكل 100 ألف نسمة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما يصل مجموع الحالات النشطة إلى 4751 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة 18 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 230، منها 7 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و140 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، بينما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ (كوفيد-19) فبلغ 7.3 بالمئة.
يذكر أنه بسبب تفشي المتحور الهندي “دلتا” في عدة مدن برتغالية، قررت السلطات المغربية تعليق تدشين الخط البحري بين ميناء “بيوتيمار” بالبرتغال، حفاظا على سلامة الجالية المغربية، وخوفا على دخول المتحور الهندي إلى المغرب عبر الجالية.