ترغب الكثير من السيدات الحوامل والمرضعات، في الصوم ظنًا منهن أنهن هكذا يحصلن على الثواب الأكبر، في حين أنها رخصة وهبها الله عز وجل لغير القادرين على أداء فريضة الصوم.
بدورها تقول الدكتورة هبة الحريري، استشاري أمراض النساء والتوليد:«الأسلم هو عدم الصوم؛ لأن امتناع السيدة الحامل عن السوائل والتغذية السليمة، تزيد من فرص تعرضها وطفلها لمُضاعفات خطيرة.
وتؤكد الحريري، أن قلة السوائل تسبب ضعف الدورة الدموية، في الوقت الذي يكون الحمل سببًا كافيًا للإجهاد والضعف والوهن، مشيرة إلي أن المرأة خلال فترة الحمل معرضة لجلطات أكثر من غيرها.
الجنين
أما عن وضع الجنين في حالة الصوم.. تكمل استشاري أمراض النساء، أن الجنين يكمل مراحل نموه داخل الأحشاء، وبالتالي هو بحاجة لوصول الدم للرحم، بصورة جيدة، وهو ما لا يحدث أثناء الصيام، الذي يعرض المرأة لهبوط أو جفاف أو انخفاض ضغط الدم، وإذا كان الحمل في أوله.. قد يتعرض الجنين للوفاة، وإن كان أكبر قليلا فإن ضعف وصول الدم قد يكون سببًا في التأثير السلبي على مراحل نموه واكتماله، كما قد يتسبب لوجود انقباضات مستمرة بالرحم، وبالتالي قلة الماء حول الجنين، وبالتبعية ولادة مبكرة.
ولكن إذا أصرت السيدة على الصوم، هناك بعض التعليمات نقدمها لها نحن خبراء النساء، للتحايل على الأمر، لعل أهمها، هو النوم طوال ساعات الصيام أو أكبر قدر ممكن من الوقت، حتى لا تشعر بالإجهاد.
وخلال الفترة من الإفطار للسحور، لابد من شرب كم كبير من السوائل، ماء وعصائر إلى جانب الخُضر والفواكه والبروتين، كما يفضل عدم صيام الشهر كاملا، أما إذا كانت السيدة تعاني من أي أمراض مزمنة مصاحبة لحملها، فصومها ممنوع تماما قولا واحدا.
المرأة المرضعة
توضح الدكتورة هبة الحريري، أن الصيام ممنوع أيضا عن المرأة المرضعة، لكي يكون كم لبن الرضاعة كافيا وبجودة جيدة، مشيرة إلي أن الصيام يتسبب في ضعف الدورة الدموية، بسبب عدم الحصول على سوائل كافية، وخاصة إذا كان رضيعك ما زال لم يبلغ شهره السادس، فلا يجوز أن يحصل على لبن ضعيف غير مكتمل الفيتامينات؛ لأن هذا يعد مصدر غذائه الوحيد، وقلته ستتسبب في انزعاجه وبكائه مستمر، وإذا كان لكي تجربة في الحمل والصيام معا، ومرت بصورة صحية لا يعني بالضرورة أنها خطوة صحيحة وصحية، فقد يكون بجسمك مخزون كاف سمح لكي حينها، بمقاومة أعراض الصوم.