بدأت عدة دول حول العالم في تشديد الإجراءات للحد من انتشار نسخة فيروس كورونا المتحورة “أوميكرون”، فيما تتصاعد المخاوف من موجة خامسة، ومن تكرار كابوس عام 2020 حين تسبب الوباء في وفاة عشرات الآلاف.
وذكرت منظمة الصحة العالمية – وفقًا لقناة (دويتشه فيله) الألمانية اليوم السبت – أن 89 دولة رصدت إصابات بالمتحور أوميكرون من فيروس كورونا، مضيفة أن عدد الإصابات تضاعف خلال ما يتراوح بين يوم ونصف وثلاثة أيام في المناطق التي تشهد تفشيًا محليًا.
وذكرت المنظمة أن أوميكرون ينتشر على نحو سريع في البلدان التي بها مستويات مرتفعة من التطعيم بين السكان، لكن لم يتضح إن كان السبب هو قدرة الفيروس على مقاومة اللقاح أم قدرته المتزايدة على الانتشار أم الأمرين معًا.
ومع تزايد انتشار النسخة المتحورة من فيروس كورونا “اوميكرون” بدأت عدة دول حول العالم في تشديد الإجراءات للحد من انتشار الوباء.
ففي النمسا تم تشديد لوائح الدخول إلى البلاد، وذكرت وزارة الصحة النمساوية أن القواعد التى وضعتها تسمح وحتى إشعار آخر، للأشخاص الذين لديهم شهادات على تلقي التطعيم الثلاثي أو التعافى من كوفيد – 19، بدخول البلاد.
ويتعين على الأشخاص، غير الحاصلين على جرعة التطعيم الثالثة المعززة، أن يقدموا نتيجة سلبية لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل ( بي سي آر) أو سيضطرون إلى الحجر الصحي فور وصولهم.
وفي فرنسا، قال وزير الصحة أوليفييه فيران إن ما بين سبعة وعشرة بالمئة من إصابات فيروس كورونا الجديدة في فرنسا قد تكون بالمتحور أوميكرون. وأضاف أن الانتشار السريع للمتحور الجديد كان السبب الرئيس للتطبيق المزمع لجواز المرور الصحي الجديد في مطلع العام المقبل، الذي يلزم السكان بتقديم ما يثبت تلقيهم اللقاح لدخول المطاعم أو ركوب وسائل النقل العام لمسافات طويلة.
وبموجب قواعد المرور الصحي الراهنة يكفي تقديم نتيجة اختبار سلبية لمرض كوفيد-19 لدخول الأماكن العامة.
وفي هولندا، أفادت وسائل إعلام بأن خبراء الصحة يوصون بأن تدخل البلاد في حالة إغلاق “صارمة”، وذلك بعد أيام قليلة من تمديد الإغلاق الجزئي حتى يناير.
ونصح الخبراء الحكومة بإغلاق جميع المتاجر باستثناء الضرورية منها بسبب المخاوف الكبيرة من الانتشار السريع لأوميكرون والذي ظهر بعد وقت قصير من بدء انحسار موجة سابقة من الإصابات في هولندا.
كانت الحكومة قد أمرت يوم الثلاثاء باستمرار الإغلاق من بين الخامسة مساء والخامسة صباحا للحانات والمطاعم ومعظم المتاجر، والمفروض منذ أواخر نوفمبر إلى 14 يناير، كما صدرت أوامر بأن يبدأ إغلاق المدارس الابتدائية في عطلة الشتاء مبكراً بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بين الأطفال.
وفي ألمانيا، حذرت جمعية المستشفيات الألمانية من تفاقم الوضع في المستشفيات بألمانيا على نحو بالغ حال تأكدت التوقعات الخاصة بمتغير كورونا الجديد “أوميكرون”.
وقال رئيس الجمعية، جيرالد جاس، إنه إذا تأكد أن هذا المتغير أكثر عدوى بكثير من المتحور دلتا، وشدة الأعراض مماثلة، سيتعين التعامل مع عدد كبير من المرضى المصابين بأعراض خطيرة في وقت متزامن، وأضاف: “بالنسبة للمستشفيات، سيكون هذا وضعا متفاقما متجاوزا لكل ما مررنا به حتى الآن”.
ودعا “جاس” إلى تحليل النتائج المتعلقة بأوميكرون من البلدان الأخرى “بعناية شديدة”، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراءات مضادة “في وقت مبكر جدا” عبر فرض قيود على الاختلاط، حال تأكدت المخاوف.
وقال: “يجب ألا نضيع وقتا، وأن نتحرك على الفور، قبل أن ترتفع الأعداد في ألمانيا ولا يمكن منع العبء الزائد على المستشفيات”.
كان وزير الصحة الألماني الجديد، كارل لاوترباخ، أعلن أمس أنه يتوقع “موجة خامسة هائلة” من جائحة كورونا بسبب متغير أوميكرون.
وفي الولايات المتحدة وبالتحديد في ولاية نيويورك بدأت مطاعم بروكلين في الإغلاق الواحد تلو الآخر، فيما تطول طوابير الانتظار للخضوع لفحص مع خشية سكان نيويورك من أن يعيشوا مجدداً كابوس عام 2020 .
وتوفي ما لا يقل عن 34 ألفا من سكان نيويورك منذ ربيع 2020 فيما لم تستعد المدينة ولاسيما حي مانهاتن فيها الحيوية التي كانت تتميز بها قبل الأزمة الصحية.
ومنذ أيام قليلة، عاد التوتر إلى الولايات المتحدة مع انتشار سريع للغاية للمتحور أوميكرون، وتوقع الرئيس جو بايدن “شتاء يعمه المرض الخطر والموت” لغير الملقحين.
وفي الأول من ديسمبر، كان معدل الإصابات اليومية الجديدة 86 ألفا إلا أن هذا العدد وصل إلى 117 ألفا في 14 من الشهر نفسه في ارتفاع نسبته 35% تقريباً في غضون أسبوعين.
وتجاوز عدد الوفيات في أكثر بلد تسجيلاً للوفيات في العالم جراء هذه الجائحة، يوم الثلاثاء عتبة 800 ألف منذ 2020 بحسب حصيلة أعدتها جامعة جونز هوبكنز.