الخبر نيوز | شبكة إخبارية مستقلة

مركز الأزهر للفتوى الالكترونية: الشماتة في الإصابة بكورونا حرام

استنكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، شماتة البعض في مصاب بفيروس كورونا بسبب خلافات عقائدية أو أيديولوجية أو فكرية، مؤكدا أن الشماتة في المصائب ليست من خلق المسلمين وقد نهى عنها الدين الحنيف في القرآن والسنة.

وفي سؤال خاص عن حكم الشماتة في المصابين بفيروس كورونا المستجد، قال المركز إنها لا تجوز بل إنها محرمة في الدين الإسلامي.

وإليكم نص الفتوى كما وردت إلينا من المركز.

حكم الشماتة في مريض كورونا.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده….. وبعد.

فإن من العجب العجاب بل ومن المؤسف والصعب على النفوس البشرية السوية السؤال في خلق مثل هذا في وقت يجب أن تخضع فيه البشرية كلها لربها طالبة السلامة والشفاء والعفو والعافية؛ فعند المصائب يجب علينا الاعتبار والاتعاظ، ولأن الشماتة من الأخلاق الذميمة التي تأباها النفوس البشرية النقية، وتأباها الطباع السليمة السوية، وحينما تصل النفس البشرية لمثل هذا الخلق الذميم القبيح، فإنها تكون قد فقدت إنسانيتها وسلامتها ونقاءها ونبلها، وللوقوف على حكم الشماتة في المريض بكورونا مهما كانت جنسيته، أو ديانته، أو عرقه، لنبدأ أولا بتعريف الشماتة، وحكم الشماتة في المصائب عامة:

تعريف الشماتة:

الشماتة هي أن يسر الإنسان ويفرح بما يصيب غيره من المصائب عدوا كان أو غيره، مسلما كان أو غيره، قال تعالى عن نبيه موسى عليه السلام:(قَالَ ابْنَ أُمّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَh تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). (سورة الأعراف: 150)

حكم الشماتة في المصائب عامة:

لا تجوز الشماتة إطلاقا بالمصائب التي تقع للغير؛ بل ويحرم على الإنسان أن يشمت بأخيه الإنسان لمصيبة وقعت به؛ لأن الشماتة خلق ذميم وسلوك شائن تأباه النفس البشرية السليمة من عدة وجوه:-

1- أنه يتنافى مع أخلاق المسلمين من الرحمة والشفقة والعطف والإنسانية التي يجب أن تكون سائدة بين البشر، وممتلئة بها قلوبهم، وسواء كان المصاب بهذه المصيبة – مرضا كان أو غيره – مسلما كان أو غير مسلم، فها هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الرغم من إيذاء أهل الطائف له وقد سلطوا عليه صبيانهم وعبيدهم فرموه بالحجارة حتى سال الدم من وجهه الشريف- إلا أنه لم يدعو عليهم بالهلاك، وقد خيره سيدنا جبريل في ذلك، ولكنه قال في نبل وسمو من الأخلاق: لا، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا، ثم تسامى الرسول – صلى الله عليه وسلم – في النبل والكرم فدعا لهم بالهداية والمغفرة.

2- أن الشماتة بالغير في مصائبهم عقوبتها في الدنيا وخيمة وهي ابتلاء الشامت بما شمت و انتقال المصيبة إليه، فعَن وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَال رَسُولُاللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ بِأَخِيكَ، فَيُعَافِيَهُ اللَّهُوَ يَبْتِلِيَكَ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. (سنن الترمذي 2506).

3- الشماتة مجلبة للشر ومفسدة للدين بل وعدها القرآن من أخلاق الكفار والمنافقين ، قال تعالى:(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ). ( سورة آل عمران:120).

وعليه: فإنه تحرم الشماتة بأي إنسان مريض بكورونا مهما كانت جنسيته، أو عرقه، أو ديانته، أو لونه ، أو عمله، بل إنه من الواجب أن نسأل الله– عز وجل- له الشفاء ولكل مريض على وجه الأرض؛ لتعم السلامة والعافية أرجاء المعمورة، بل ويجب على من حدثته نفسه بالشماتة بغيره من الناس مسلما كان أو غيره لمرضه بكورونا أن يتوب إلى الله -عز وجل- من هذا الإثم الذي ارتكبه، وليستغفر الله عز وجل، وليسأل الله – تعالى- ويدعوه لهذا المريض ولغيره من المرضى بهذا الوباء على وجه الأرض بالشفاء العاجل والصحة والسلامة والعافية.

ونقول للمبتلى: لا تحزن ممن يشمت بك، أو يسخر منك، واستحضر مواقف الأقوام من أنبيائهم حين سخروا منهم واستهزؤوا بهم فكان النصر والعلو، قال تعالى:(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئ بِرُسُلٍ مِن قَبْلِك فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ). (سورة الأنبياء : 21)، فهون على نفسك، فهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة.

اترك تعليقاً