كشفت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية تفاصيل تتعلق بما يسمى بـ”فرقة النمر” التي أشرف على تشكيلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
قلا عن مصادر مرتبطة بالمخابرات السعودية إن الفرقة تعمل بإمرة وتوجه مباشر من ابن سلمان والذي كلف اللواء أحمد العسيري الذي أقيل قبل أيام بمهمة تكوين الفرقة واختيار عناصرها.
وأوضحت أن المخابرات الأمريكية تعرف عن هذه الفرقة منذ أكثر من عام وتتألف من 50 عنصرا من أفضل العناصر الاستخباراتية والعسكرية في المملكة.
واختير عناصر الفرقة من مختلف الأجهزة الأمنية السعودية ومن كافة الخبرات وأعضاؤها موالون لولي العهد السعودي ابن سلمان.
وتتركز مهمة الفرقة بحسب “ميدل إيست آي” في اغتيال المعارضين السعوديين داخل وخارج المملكة بطريقة سرية بعيدا عن وسائل الإعلام والمجتمع الدولي.
وكشف المصدر أن الهدف من الاغتيالات يعود للتخلص من المعارضين السعوديين في الخارج لأن تزايدهم سيشكل ضغطا على القيادة لذلك بدأ التخلص منهم بهدوء.
وعلى صعيد الوسائل والأساليب المتبعة في الاغتيالات أشارت الصحيفة إلى أن هناك العديد منها مثل القتل والتعذيب والتشويه مثلما حصل مع خاشقجي وأخرى تعتمد على القتل بهدوء بواسطة حقن سامة.
ومن الوسائل التي تلجأ إليها الفرقة التخلص من المعارضين بحوادث تظهر وكأنها عرضية مثل حادث سيارة أو حادث منزلي حتى إن أحد المعارضين تم التخلص منه عبر حقنه بفايروسات مميتة خلال زيارته المستشفى لإجراء فحص روتيني.
وأشارت “ميدل إيست آي” إلى أن العسيري هو من أطلق اسم “النمر” على الفرقة بسبب الاسم الذي كان يطلقه زملاؤه عليه “نمر الجنوب” في إشارة إلى معارك اليمن فضلا عن أنه كان يحب لقب “الوحش”.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن العسيري وسعود القحطاني أبرز مستشاري ابن سلمان جزء من هيكلية قيادة “فرقة النمر” إضافة إلى أن ولي العهد اختار أكثر 5 أشخاص من المقربين منه ليكونوا ضمن الفرقة.
ويعد ماهر المطرب “الحبل الشوكي” للفرقة واختاره ابن سلمان بنفسه ليكون قريبا منه وعلى اتصال مباشر معه في الإشراف على الاغتيالات.
وكانت مصادر تركية قالت إنها اعترضت 14 مكالمة للمطرب يوم مقتل خاشقجي 4 منها مع بدر العساكر مدير المكتب الشخصي لابن سلمان.
وكشفت “ميدل إيست آي” أن المطرب و3 آخرين قاموا بحقن خاشقجي بعقار المورفين من أجل تخديره قبل القيام “بتمزيق جسده على طاولة بالقنصلية”.
ومن العمليات التي قالت الصحيفة البريطانية إن فرقة النمر نفذتها مقتل الأمير منصور بن مقرن نائب حاكم محافظة عسير ونجل ولي العهد الأسبق في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقتل ابن مقرن بحسب الإعلان الرسمي في حادث تحطم مروحية لكن الصحيفة قالت إنه كان يحاول الهروب من الحملة التي شنها ابن سلمان ضد الأمراء وإن الشخص الذي قتله كان مشعل البستاني الطيار المتهم بالمشاركة في قتل خاشقجي.
وأشار “ميدل إيست آي” إلى أن البستاني كان ملازما في سلاح الجو السعودي وأسقط طائرة الهليكوبتر التي كان فيها ابن مقرن بواسطة صاروخ من مروحيته لكنهم جعلوا الأمور تبدو وكأنها حادث عادي.
وزعمت وسائل إعلام خلال الأيام الماضية أن البستاني قتل بحادث سير في 18 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري لكن الصحيفة البريطانية قالت إنه قتل داخل مقر احتجازه بسم في الطعام لأنه يحمل سر مقتل نائب حاكم عسير وكذلك خاشقجي.
وفضلا عن مقتل ابن مقرن قالت “ميدل إيست آي” إن فرقة “النمر” قتلت رئيس المحكمة العامة في مكة القاضي سليمان عبد الرحمن الثنيان في مستشفى بالرياض في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر
ولفتت إلى أنه حقن بفيروسات مميتة في جسده خلال إجرائه فحوصات طبية عادية لتظهر أنها وفاة طبيعية.
وأشار الموقع إلى أن الثنيان كان أرسل رسالة لولي العهد السعودي ابن سلمان يعارض فيها رؤيته الاقتصادية 2030.
وقالت الصحيفة البريطانية نقلا عن مصادرها إن فريق اغتيال خاشقجي “قام بقطع أصابعه ونقلها إلى الرياض إلى ولي العهد كدليل على قطع كل أصابع تنتقد النظام”.