منذ ثلاث سنوات وتسير هاجر مصطفى على طريق «قطار حلوان» فهو السبيل الوحيد المؤدي إلى مصنع مستحضرات التجميل الذي تعمل به في مدينة 15 مايو بحلوان، ظلت الأمور تسير على ما يرام حتى غروب شمس أمس الإثنين، القطار يتجه مسرعا نحو الأتوبيس والصرخات تتعالى من حولها تستغيث لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن كانت وقعت الكارثة، اصطدم قطار البضائع بالمني باص، وسقطت «هاجر» مغشية عليها بين المصابين والضحايا.
تروي هاجر، تفاصيل لحظات الرعب التي سبقت وقوع حادث قطار حلوان بالأمس، والذي نتج عن تصادم أتوبيسين «ميني باص» في بـ«قطار حلوان»، الذي كان محملا بالرخام وأسفر عن وقوع ضحايا ومصابين.
تحكي «هاجر»، أنها اعتادت على استقلال الأتوبيس الذي تحطم أمس، ولكن شاء القطر أن تركب في الأتوبيس الآخر بسبب تغيير مكان نزولها، ومع الاقتراب من منطقة الحادث كانت متواجدة داخل الأتوبيس الأول، الذي شاهد سائقه قدوم القطار فطلب من العمال النزول بسرعة وبعدها اصطدم في أحد المنازل وتحطم لكن دون سقوط إصابات، بينما كان خلفه الأتوبيس الثاني الذي كانت تستقله منذ ثلاث سنوات، واصطدم بالقطار.
«السواق مكنش شايف القطر مننا فدخل فيه على طول وده الأتوبيس اللي فيه حالات الوفيات والإصابات، كلنا أعصابنا بايظة من أمبارح»، شاهدت «هاجر» لحظة سقوط صديقاتها أمام عينها، لتبحث عنهن وسط الركام لإنقاذهن، وهي غارقة في دموعها من هول المشهد وشدة الصدمة: «أهلى كلهم جم جري لما شافوا الفيديو منشور على النت وأنا مكنتش عارفة أتمالك أعصابي صحابي ماتوا ومنهم المصاب».
تحكي الفتاة العشرينية أن هذا الطريق – طريق قطار حلوان- شهد حوادث متكررة، «إمبارح اللي كان مروح على بيته روح على المستشفى والمقابر، ومعانا ناس كبيرة في السن وناس غلبانة فاتحة بيوت».