أفلام الخيال العلمي تتفوق بها هوليوود على باقي صناع السينما حول العالم، متفردة بخيالها الواسع الذي تجذب به المشاهدين وتخطف أنظارهم، تلك الأفلام التي أشعرت المصريين بالغبطة والحقد تجاه الغرب، بداية من القصة والسيناريو، إلى التكنولوجيا والتفوق السينمائي، ما جعل المصريين يشعرون بالإحباط بالمقارنة بما تشهده الساحة الفنية الآن من أفلام تجارية بلا قصة ومغزى، ونادرا ما تتواجد الأفلام التي تشبع رغبة الجمهور السينمائية.
ولكن منذ ستين عاما، كان لمصر تجربة في أفلام الخيال العلمي إلا أنها لم تنل رواجا وانتشارا أو لم يتقبلها الجمهور حينها، ففي عام 1959، فوجئ المصريون باسم فيلم في قائمة السينما حمل عنوان “رحلة إلى القمر”، وهو أول فيلم مصري عن غزو الفضاء، من سيناريو وحوار حمادة عبد الوهاب.
ومن الغريب أن الفيلم من بطولة دنجوان السينما المصرية رشدي أباظة، إلا أنه لم يذكر في تاريخ أعماله، وشاركه في البطولة إسماعيل ياسين وصفية ثروت، إدمون تويما، واندثر العمل حتى أنه نادرا ما يتم عرضه على الشاشات.
وتدور أحداث الفيلم حول رحلة فضائية، بعدما قام إسماعيل ياسين بالتقاط صورة تذكارية له مع الصاروخ الألماني فيتسبب بالخطأ في إطلاقه، وهو يحمل العالم الذي اخترعه، ورشدي أباظة الذي جسد شخصية مندوب الأرصاد الجوية، وبعد وصول الثلاثة إلى القمر، يكتشفون وجود آثار حياة متقدمة تبقت بعد حرب مدمرة، وبعد التعرف على أهل القمر واكتشافاتهم، ووقوع رشدي في حب ستيلا “صفية ثروت”، إحدى سكان القمر، يحاول الجميع العودة إلى الأرض ولكن ينقصهم وقود للعودة، وهناك يقابلان شيخا كبيرا فى السن تصحبه ابنته يتودد لها العالم فتبادله عواطفه ثم يبدآن رحلة العودة إلى الأرض مرة أخرى بمساعدة الإنسان الآلى وفى الأرض تحتشد الجماهير بغية مشاهدة الضيوف القادمين من القمر.
وخلال أحداث الفيلم، تغلبوا على مشكلة الطعام باختراع على هيئة أقراص، يكفى القرص الواحد طعاما للفرد لمدة يومين، ولديهم مخزون من الطعام يكفيهم لمدة ألفي سنة، كما اكتشفوا بالقاعدة جهازا لكشف الكذب، وحذرهم العالم كوزمو من الكذب، وعرض عليهم الشيخ العجوز جهاز تليسكوب يمكنهم من رؤية أدق تفاصيل كوكب الأرض، فبحث إسماعيل عن منزله حتى رأى زوجته تخونه بالبلكون مع جاره، فاستاء وتفرغ لشرب الخمر، وأشرك معه الإنسان الآلى اوتو فى الشرب حتى أفسده وتفككت أجزاءه من جراء الشرب، بينما انشغل رشدى بإقامة علاقة عاطفية مع البنت الساذجة ستيلا التى لم تر رجلا من قبل سوى والدها مستر كوزمو، وانشغل مستر شارفين بالبحث عن وقود يمكنه به تشغيل الصاروخ والعودة للأرض مرة أخرى، وقد تمكن من الحصول على الطاقة من الفريق المنتصر فى الحرب النووية والذى يعانى من التشوهات والحروق، وتمكن شارفين ومعه رشدى وإسماعيل والبنات من العودة إلى مصر وتزوج أحمد رشدى من ستيلا.