أمام العبقري محمود حميدة وقفت الفتاة الشابة المتحررة من القيود الاجتماعية تتحدث إلى معلم المسرح الأكاديمي المنطوي على شخصيته الرتيبة في تفاصيلها لتكشف له عن مخزون نفسي من الرضا والقناعة بكل ما تمنحه لها الحياة من مميزات وعيوب وسط ابتسامة هادئة لم تخف لمعان عيونها.
الفتاة العشرينية قالت إنها تحتاج أن تعبر إلى عالم السينما، على الرغم من التحفظات التي يحبطها بها الآخرون، وأشهرها “مش هينفع تمثلي بـ سنانك دي”، فضلا عن أنها تتصالح مع نفسها بشأن شعور الناس الخاطئ عنها مثل عم فلان البواب الذي ينظر لها كفتاة غير محترمة طالما أنها تسكن وحدها.. لكنها لا تنشغل بكل هذا”.. قالت وهي تنفث دخان سجائرها.. فيلم “ملك وكتابة”.
هند صبري.. القادمة من بلاد الياسمين الى دروب الفن السابع في مصر، لم تنتظر كثيرا لتأخذ مكانتها وسط نجوم الصف الأول في مصر من خلال فيلم أثار جدلا في الأوساط المصرية لجرأته غير المعهودة وقضيته التي طرحتها المخرجة إيناس الدغيدي من خلال “مذكرات مراهقة”.
بـ 39 عاما كتبت قطعة السكر تاريخا كبيرا في السينما والدراما المصرية، إذ قدمت ما يقرب من 51 عملا فنيا في مصر منها 5 أعمال لم تعرض بعد.
تواجدت هند صبري في أدوار مختلفة ومتميزة منها الأكشن والمغامرة مثل الجزيرة وإبراهيم الأبيض، والاجتماعي مثل أحلى الأوقات وأسماء، والرومانسي مثل مذكرات مراهقة وبعد الفراق، والكوميدي مثل عايز حقي و إمبراطورية مين وعايزة أتجوز.
ما يميز هند صبري عن الكثير من منافسيها في جيل الفنانات الحالي، هي تلك الثقافة التي تحظى بها والتي اكتسبتها من دراسة القانون، حيث حصلت على درجة ماجستير في حقوق الملكية الفكرية، وهي مرسمة منذ 2007 في جدول المحاماة بتونس.
دخول هند صبري جاء من باب الإغراء وذلك من خلال مشاهدها المثيرة في فيلم مذكرات مراهقة، وكذلك مواطن ومخبر وحرامي، الأمر الذي كاد أن يحصرها في تلك الأدوار قبل أن تتراجع لـ تتلون فنيا في أدوار مختلفة حتى مثلت الفتاة الصعيدية في فيلم الجزيرة الذي قالت فيه جملتها الشهيرة ” أنا بنت على 2 رجالة .. بس أنا أرجلهم”.