مدغشقر التي لم يسمع عنها الجمهور المصري والعربي سوى أنها جزيرة فقيرة تقع في وسط المحيط الأطلنطي تشتهر بالحيوانات والنباتات النادرة، حيث تعد مدغشقر أكثر الدول التي يتواجد بها القرود وبالأخص فضيلة قرود الليمور والتي تمتلك مدغشقر 80% منها على مستوى العالم، بالإضافة إلى الجواميس والحفار آكل اللحوم والعديد من الفصائل المختلفة، ولكن في كرة القدم لم يكون لها أي تواجد قبل مجيئ أحمد أحمد عام 2016، والذي يشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد الأفريقي.
ويُلقب منتخب مدغشقر بـ”باريا” وهو أحد أنواع “الجاموس” المشهور في البلاد، اسمه في السابق كان منتخب جمهورية مالاجاشي لكرة القدم من 1958 إلى 1975، قبل أن يصبح منتخب مدغشقر.
في عام 2016 كان أحمد أحمد مازال يشغل منصب رئيس اتحاد الكرة في مدغشقر، وأتى بمدرب فرنسي مغمور يسمى نيكولا ديبوي ليس له خبرات في الساحرة المستديرة سوى تدريبه لأندية درجة رابعة وثالثة في الدوري الفرنسي، ليأتي به أحمد أحمد ويعينه مستشار فني للجواميس، قبل أن يعلن توليه الإدارة الفنية رسميا للمنتخب في مارس 2017.
أحمد أحمد أبدى ثقته في ديبوي بقدرته على قيادة الجواميس لكأس الأمم الأفريقية وكتابة التاريخ للكرة في البلاد، وظل الفرنسي يبحث عن لاعبين يمتلكون الجنسية الملجاشية في كل أنحاء العالم من أجل منافسة منتخبات قوية أمثال السنغال والسودان في التصفيات المؤهلة لكان 2019.
المنتخب الملجاشي شارك في التصفيات بداية من الدور التمهيدي الأول، وهو ما يعني أن مسألة وصوله لكأس الأمم ستطلب مشوار طويل للغاية، ولكن إيمان لاعبي ومدرب مدغشقر على كتابة التاريخ لبلادهم ولجمهورهم جعلهم يصلون لمبتاغهم.
وبدا المنتخب الملجاشي التصفيات بانتصار كبير على السوادن في عقر دارهم بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراة تألق خلالها لاعب مصر المقاصة باولن فوافي، ولكن في الجولة الثانية كانت الأحداث مثيرة للغاية أمام العملاق السنغال في مباراة شهدت إقبالا تاريخيا من جمهور مدغشقر للمباراة، مما أدى التدافع إلى وفاة شخص وإصابة 41 شخص أخر، وفي نهاية المباراة استطاع منتخب مدغشقر في قلب تأخره أمام أسود التيرانجا بهدفين لتعادل مثير.
واتخذ الاتحاد الأفريقي قرارا بعد مباراة مدغشقر السنغال بغلق ملعب ماهاماسينا لمدة 3 أشهر بسبب الأحداث التي شهدتها المباراة، والتي أدت إلى وفاة شخص.
واستمر منتخب مدغشقر في قتاله بحثا عن صعود تاريخي لكأس الأمم الأفريقية، حتى استطاع المنتخب الملجاشي في خطف بطاقة تأهل تاريخي خلف المنتخب السنغالي لكان 2019، ليخرج مدرب منتخب مدغشقر الفرنسي ويصرح بأننا منحنا الحياة لأكثر من 25 مليون مواطن ملجاشي بعد الصعود.
والان يواصل المنتخب الملجاشي كتابة التاريخ مجددا باقترابه من التأهل لدور الـ16 بعد الفوز على بوروندي والتعادل أمام غينيا، لينتظر للجولة الثالثة أمام نيجيريا لمعرفة مصيره من التأهل، علما بإن فرصه كبيرة في الصعود في ظل تأهل أفضل 4 ثوالث في البطولة.