تسببت مشاجرة بين أفراد عائلتين في مقتل شاب، متأثرًا بإصابته التي لحقت به، وأودت بحياته على الفور بقرية تليجة التابعة لمركز كفر صقر بالشرقية.
المشاجرة بين العائلتين راح ضحيتها “صالح. م. ع” 31 عامًا، الذي فارق الحياة عقب وصوله إحدى المستشفيات المجاورة بساعات قليلة.
نشوب المشاجرة بين العائلتين كان بسبب خلافات الجيرة، فمنذ فترة وهناك مشاجرات دائمة بينهما، سواء على مستوى الشباب أو سيدات العائلتين، بسبب لهو الأطفال بالشارع تارة أو إلقاء القمامة أمام منازل بعضهما تارة أخرى، حتى امتد الأمر إلى خلافهما الأخير الذي تحول إلى كارثة داخل القرية.
فقبل أيام وأثناء ساعات الحظر نشبت مشادة بين “صالح” الضحية، وعدد من المتهمين، بسبب بعض مشاكل الجيرة المستمرة بينهم؛ فقام على إثرها الجناة بالتعدي على الضحية بآلة حادة على رأسه، وأماكن متفرقة من جسده.
“بنسمع كل شوية عن خناقات بين العيلتين.. هما جيران وعلى طول بيتخانقوا مع بعض”، أما يوم الواقعة فكان غالبية الأهالي بمنازلهم التزامًا بتطبيق إجراءات الحظر عقب الاشتباه في بعض إصابات كورونا بالقرية؛ حتى سمعنا عن مشاجرة بين أفراد العائلتين، يقول “محمد. ن” أحد الأهالي.
في البداية لم نكترث بالأمر فكلاهما دائم الشجار مع الآخر بشكل شبه أسبوعي، لكن الأمر هذه المرة اتضح أنه استثنائي فالوضع ازداد سوءًا بينهما؛ خاصة مع استخدامهما لآلات حادة في العراك، وبسرعة شديدة بدأت التجمعات تتزايد لمحاولة تهدئة الأجواء “البلد كلها خايفة من انتشار فيروس كورونا ومش ناقصين مشاكل تاني”.
عقب وصولنا مباشرة إلى موقع الحادث، كان الضحية غارقًا في دمائه فحاول بعض الأهالي إنقاذه بعد تزايد نزيف رأسه، ونقله إلى إحدى مستشفيات كفر صقر، لكن بعد ساعات قليلة علمنا أنه قد فارق الحياة متأثرًا بإصابته.
فور علم أبناء عائلة الضحية بوفاة ابنهم توجه عدد منهم إلى منزل العائلة الثانية وأشعلوا النيران في منزلين وحظيرة مواشي، وذلك كانتقام على مقتل الضحية “صالح”.
الوضع بدأ يزداد سوءًا داخل القرية بعد اشتعال النيران في بعض المنازل، ما دفع البعض لإبلاغ قوات الأمن لمحاولة السيطرة على الوضع، وبالفعل توجهت قوات الحماية المدنية وتمكنت من السيطرة على النيران التي نشبت بمنزل المتهمين، ونجحت الأجهزة الأمنية في السيطرة على الأوضاع بالقرية وتم ضبط المتهم في واقعة القتل.
قوات الأمن التي تواجدت داخل القرية استمرت لساعات طويلة لمنع تجدد الاشتباكات ولحين تهدئة الأوضاع، خاصة عقب إلقاء القبض على قرابة الـ 30 شخصا من المتهمين بالحريق وإثارة الشغب بالقرية والقيام بأعمال البلطجة.
بعد القبض على المتهمين تم إخطار نيابة كفر صقر بإشراف المستشار أحمد خفاجي المحامي العام لنيابات شمال الشرقية التي قررت حبس 3 متهمين في واقعة القتل وحبس باقي المتهمين في واقعة إحداث الشغب وإشعال النيران بمنزل الجاني.
كما قررت نيابة كفر صقر العامة بالشرقية، تشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة في الجريمة.
وكان اللواء عاطف مهران، مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية، تلقى إخطارا من العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، بشأن ما ورود من بلاغًا لمركز شرطة كفر صقر، بنشوب مشاجرة بين عائلتين بسبب خلافات الجيرة، خلفت ورائها إصابة “ص. م. ح”، من أبناء العائلة الثانية وتوفي داخل المستشفى متأثرا بإصابته بالرأس.
وقرر قاضي المعارضات بمحكمة كفر صقر بالشرقية، تجديد حبس 30 شخصا 15 يومًا على ذمة التحقيقات للمرة الثانية، في واقعة حرق منزل المتهم بقتل شاب قرية تليجة، حيث وجهت النيابة العامة بمعرفة أحمد شكري، وكيل النائب العام بنيابة كفر صقر، للمتهمين، القيام بأعمال البلطجة والحريق العمد وخرق حظر التجوال وحيازة أسلحة.