أسئلة كثيرة تدور فى ذهن الأم الحامل والمرضعة حول الصيام وفى مقدمتها كيف تصوم من دون الإضرار بطفلها؟ و هل هناك نظام غذائى محدد يمكن اتباعه من أجل سلامته؟ وماهى أهم العادات الغذائية الخاطئة التى ينبغى الابتعاد عنها؟ وغير ذلك من أسئلة يجيب عنها دكتور أحمد علاء الدين البغدادى الباحث بشعبة الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومى للبحوث قائلا :« قاعدة عامة، أولا يجب على المرأة الحامل أو المرضع القيام باستشارة طبيبها الخاص لطلب المشورة بشأن وضعها الصحي، وبالتالى فإن الطبيب سوف يطلب منها عمل الفحوصات اللازمة، وبالتالى تحديد قدرتها على الصيام من عدمه».
ويضيف موضحا أولا بالنسبة للأم الحامل، فى حال قررت الأم الحامل بعد أخذ نصيحة طبيبها الصوم فى رمضان، عليها الاهتمام بالتغذية السليمة لكيلا يؤثر سوء التغذية على صحتها وصحة جنينها، لكن هذا لا يعنى أن تكثر من تناول الطعام، إنما يعنى الاهتمام بالغذاء المتوازن المتكامل. حيث يفضل أن توزع الوجبات على ثلاث وجبات، وجبة متوسطة عند الإفطار، ووجبة ثانية بعد أربع إلى خمس ساعات، ثم وجبة السحور، والتى يفضل أن تكون متأخرة قدر الإمكان وليكن قبيل الفجر. ويجب ان تحتوى الوجبات على جميع المجموعات الغذائية الهامة مثل النشويات ( الخبز الاسمر، البطاطس، الارز، الشوفان)، الألبان ومشتقاتها، البروتينات (اللحوم الحمراء، صدور الدجاج، الاسماك، البيض)، الخضروات والفواكه (الكوسا، السبانخ، البروكلي، الجزر، الملفوف، البرتقال، الموز، البطيخ، التمر). يجب أيضا الاهتمام بالأغذية الغنية بالألياف وذلك للحد من حدوث الإمساك ومن أمثلتها (البطاطا الحلوة، الحمص، الافوكادو، السلق، الخس، الموز، التفاح، الجوافة).
يجب أيضا الاهتمام بتناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية للمحافظة على جميع أعضاء الجسم بصحة جيدة ومن أمثلتها الأغذية سالفة الذكر بالإضافة إلى بعض الأغذية الأخرى مثل الكبدة البلدي، الفلفل الأصفر، العنب، الليمون،المقدونس، العدس، اللوز، الجوز، البندق.. وهذا على سبيل الذكر لا الحصر. يجب أيضا عدم الإكثار من تناول الأغذية الدهنية والسكريات مثل الحلويات والوجبات السريعة واستبدالها بالفواكه والخضروات الطازجة. يجب الإكثار من شرب الماء بين وجبتى الإفطار والسحور من لتر إلى لتر ونصف يوميا.
ويضيف البغدادى موضحا أما بالنسبة للأم المرضع فتزيد المخاوف عندها وذلك بسبب تأثير الصيام على إدرار اللبن، لذلك إذا كانت الأم تتمتع بصحة جيدة وتحرص على اتباع نظام غذائى متوازن وسليم خلال وجبتى الإفطار والسحور فإن ذلك يضمن لها ثبات نسبة العناصر الغذائية الهامة فى حليبها. فيجب الحرص على تناول الأغذية الغنية بالبروتين و الكالسيوم مثل الألبان والأجبان بأنواعها المختلفة والبيض، إضافة إلى الحرص على تناول النشويات بقدر معقول مثل الخبز بأنواعه المختلفة والشوفان والبطاطا الحلوة. ايضا الإكثار من تناول السوائل مثل الماء والعصائر الطازجة الغير محلاة بالسكر مثل عصير البرتقال.
ويلفت د. البغدادى إلى أنه يجب الاهتمام أيضا بتناول الخضروات والفواكه الطازجة المختلفة والتى تم ذكرها من قبل وذلك من أجل الاستفادة من الفيتامينات والمعادن والألياف التى تحتويها هذه الأطعمة. تناول المكسرات مثل الجوز واللوز يساهم ايضا فى عملية إدرار اللبن والحرص على تناولها بكمية متوازنة بين وجبتى الإفطار والسحور. تجنب تناول المشروبات الغازية والتقليل من شرب المنبهات مثل القهوة والشاي. تقليل كمية الملح فى الطعام قدر الإمكان وذلك بسبب قيامه بسحب الماء من الجسم وبالتالى حدوث جفاف للجسم. اخيرا لكل من الأم الحامل والمرضع يجب الحرص على التنوع عند تناول هذه الاغذية وبقدر معقول.