نفت اللجنة البيئية التي شكلها اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر، لكشف ملابسات اختفاء غواص سويسري الجنسية خلال رحلة غوص في منطقة شعاب الفنستون قبالة شواطئ مدينة مرسى علم، والذي عثر على جثته بعد يوم من اختفائه وعليها آثار لعضة سمكة القرش أدت لقطع الذراع اليمنى له وجزء من الكتف، أن تكون سمكة القرش قد هاجمت الغواص.
وكانت هذه الواقعة قد شهدتها منطقة الغوص الشهيرة التي تسمى الفنستون بمرسى علم، حيث أصدر المحافظ قرارًا بوقف كافة الأنشطة البحرية في موقع الحادث وتشكيل لجنة من جمعية المحافظة على البيئة “هيبكا” ومحميات البحر الأحمر لمعرفة ملابسات هذا الحادث.
وأكد تقرير هذه اللجنة أن وفاة الغواص بدأت في الأساس بسبب حادث غوص عادي وليست بسبب مهاجمة سمكة القرش له، وأن السمكة قامت بـ”عض” الجثة بعد الوفاة بنحو 18 ساعة، وذلك بشهادة عدد من الغواصين الذين شاهدوا تفاصيل الواقعة.
وقال الدكتور محمود حنفي مستشار جمعية هيبكا بالغردقة ورئيس اللجنة المشار إليها، إن الأجهزة المختصة بالمحافظة كانت قد تلقت بلاغا خلال الأيام الماضية باختفاء سائح سويسري الجنسية يبلغ من العمر 59 عاما خلال رحلة غوص بمياه مرسى علم وبعد 24 ساعة من اختفائه عثر على جثته وبها الآثار المشار إليها وحدثت تكهنات بأن السائح تعرض لهجمة من سمكة القرش النمري بالمنطقة فتم تشكيل لجنة موسعة لمعرفة ملابسات الحادث والتحقق من سبب وقوعه وتحديد نوعية القرش المتهم بالهجوم وأسباب قيامه بهذا التصرف الذي لم يكن معتادًا.
وبعد المناقشات التي قامت بها اللجنة مع مرشدي الغوص بالمنطقة من المتواجدين حال وقوع الحادث وبعده تبين أن الوفاة نتجت عن حادث غوص عادي في بداية الأمر، والدليل على ذلك هي المشاهدة العينية للغواصين للجثة كاملة قبل هجوم سمكة القرش بساعات، كما أن احد الغواصين المحترفين قد شاهد سمكة القرش في اليوم الثاني من الغرق وهي تقوم بقضم الجثة أي بعد حادث الغرق بساعات طويلة، كما تبين للجنة أن سمكة القرش التي هاجمت الجثة من نوعية القرش النمري، وأنه من الواضح أنها قامت بذلك للتحقق ما إذا كان هذا الجثمان الغارق يمثل غذاءً لها من عدمه والدليل على ذلك أنها قامت بعضة واحدة فقط وتوقفت لأنها لم تستطعم هذا الجسم؛ حيث إن هذا النوع من القروش يمكن أن يأكل مايزيد عن 40 أو 50 كيلوجرام في الوجبة الواحدة وذلك لم يحدث مع الجثمان.
وأشارت اللجنة إلى أنه بعد أن تحققت من ملابسات الحادث أوصت لدى المحافظ باستئناف الأنشطة البحرية في موقع الغوص الذي شهد الحادث، كما أوصت بوضع خطة إدارة متكاملة لمواقع الغوص بالمنطقة وتبني مؤتمر يضم علماء وممثلي حماية الطبيعة، وجمعية هيبكا والمحميات وغرفة الغوص لوضع آليات ملائمة لإدارة مواقع الغوص بشكل علمي ووقف الزيادة المطردة من ممارسة الأنشطة البشرية على مواقع الغوص حتى لاتمثل ضغوطًا عليها تنال من كفاءتها المستقبلية.