تابعت اليوم حوار الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد الجديد ” لموقع القاهرة 24″ وكان حديثا عن ازمة الوفد الاخيرة والتى اراها مستمرة من لحظة تجمع اعداد كبيرة من الهيئة الوفدية لحزب الوفد يوم 7 مارس الحالى فى فجر هذا اليوم وكان الحديث فيه عن سحب الثقة من السيد رئيس الحزب وفى هذا اليوم ايضا ازالوا صورة سيادته من صور رؤساء الحزب وكانت الامور تسير الى ازدياد هذه الاعداد وهو امر كتبنا عنه انه ليس من مصلحة كيان ماتبقى من حزب الوفد بعد حريقه 2006 وطالبنا الجميع بالاحتكام لليبراية والديمقراطية والمؤسسية وان يعاود السيد رئيس الوفد الى وضع الامور فى نصابها والغاء ماتم من قرارات فصل وابعاد للحزبيين والموظفين .
واليوم كان حوار رئيس الوفد مزيجا من ..الايحاء بالتراجع عن قرارات الفصل والابعاد .. والتهديد الناعم بانه سيفعل وسيفعل .
للاسف ذروة الحوار هو تهديد صريح للمخالفين معه حيث قال :
بعد اقتحام الحزب والمطالبة برحيله، وصف هذا الأمر بالجريمة التي يُحاسب عليها القانون، مؤكدًا أنه لن يسامح فيه،
وغنى عن الذكر ان الوفد حزب ليبرالى وماقام به المتجمعين لم يكن سوى التعبير عن موقف سياسى فى مقر حزبهم الرئيسى والثابت انه لم يصدر عنهم اى اساءة لرئيس الحزب ولا اى ممارسة فيها عنف خلال تجمعهم وغريب جدا ان يصف رئيس اقدم حزب ليبرالى فى الشرق الاوسط تجمع عدد كبير من اعضاء جمعيته العمومية بانه” جريمة ” لو كان هذا التجمع جريمة وفق رؤيه رئيس الحزب فهذا بالضرورة سينسحب على كل اجتماعات الحزب ولجانه ؟؟!
وبالاجمال فقد صنف رئيس الوفد العمل الحزبى والسياسى والشرعى بانه “جريمة”
وقد خلط رئيس الحزب بشكل متعمد وزكى بين احداث 7 مارس 2023 وحريق الوفد فى 2016 , لتجريم ماحدث فى مارس 2023 رغم الفارق الكبير بين ماحدث فى 2016 وكان فيه احداث عنف فى اقتحام الحزب واستخدام المولتوف واحراق محتويات كثيرة فيه وحدوث اصابات كثيرة ادت الى ان يكون الحدث حادث عنف بينما ماحدث فى مارس 2023 ان اعضاء من الحزب تجمعوا داخل المقر الرئيسى للحزب بشكل “سلمى” واعربوا عن مطلب سياسى بشكل “ديمقراطى ” وسياسى وسلمى “دون اى احداث عنف او احتكاك وكان تصرف رئيس الوفد مثاليا حيث اعطى موظفى الحزب عطله ولم يسمح لاى مواليه مهما قل عددهم للحزب حتى لايحدث اى احتكاك بين الطرفين او تحدث امور لم يحمد عقباه ولايحدث تكرار ل2006 ويخسر معركته كما خسرها الدكتور نعمان جمعه ومخالفيه بل قبل رئيس ابلحزب ان يعقد اجتماع للهيئة العليا فى اليوم التالى لدراسة مطالب المختلفين معه., رغم انه لم يحضر هذا الاجتماع ورأسه السكرتير العام للحزب حفيد مرشد الاخوان المسلمين ياسر الهضيبى ورفض فيه البمختلفين اى سحب الثقة من رئيس الحزب ولكنهم طالبوا بان يكون هناك مؤسسية وليبرالية فى ادارة حزب الوفد وقد حضره اكثر من 30 من اعضاء الهيئة العليا وعدم حضور رئيس الوفد للاجتماع عكس مبكرا موقف استباقى بان الامور ليس فى طريقها الصحيح .
ايضا من علامات الوعيد الناعم ان يصف رئيس حزب الوفد المختلفين معه ” البلطجية والمفصولين،”
ووصفه بتجمع اعضاء من حزبه فى المقر الرئيسى للوفد بانه جريمة يحاسب عليها القانون، لذلك فلن أسامح فيها. ومعنى ذلك انه سيكون له مواقف مضادة او متشدده تجاههم بعد حديثه بعيدا عن ادبيات الاختلاف داخل حزب الوفد الليبرالى .
وصراحة كان اسلوب رئيس الوفد مابين الايحاء بالتراجع عن سياسة الاقصاء والفصل والابعاد لمخالفيه فى الرأى وبين التهديد الناعم الذى لم ينقطع طوال هذا الحوار حيث قال :
أنا لم استجيب حتى الآن إلى أي من هذه الطلبات، لكن هذا لا يمنع أني سأنظر إليها من باب العدالة، لذلك سأفصل بين ماحدث منهم في ظل اقتحام للحزب، وبين هذه الطلبات التي قُدمت منهم.
وقال ايضا فى حواره :
ليس هناك شيء يمكن وصفه بتهدئة الأجواء، أو طوي صفحة ما حدث، فلن أتسامح فيما حدث، ولن أسكت عليه فـ تلك مسألة مبدأ، لذلك رفضت تدخل بعض الوسطاء، ومع ذلك أؤكد على نظر طلباتهم مرة أُخرى فهذه هي العدالة.
وقال ايضا: أرى أن توصيات اجتماع الهيئة العليا لحزب الوفد الأخير، إيجابية لكنها أغفلت بعض الأمور التي أعتقد أن لها أولوية قصوى،
واستطرد رئيس الوفد فى وعيده الناعم حيث قال: أنا أوقفت جحافل قادمة من بعض المحافظات لتأييدي بل ومنعتهم من الذهاب إلى الحزب في هذا التوقيت.
وفى حوار رئيس الوفد لم ينسى ان يصدر ازمته وحزبه الى الدولة المصرية لاسباب يفهما السياسيين والحزبيين وهو امر مثير للشفقة حيث قال: حيث وصف تجمع اعضاء حزب سياسى شرعى ومناقشتهم مطالب لهم بسلمية وعلنيه بانه بمثابة فخ ومؤامرة ضد البلد،
لذلك أتساءل من أدرى أيمن نور وقناة الشرق بما حدث؟ ومن أدخل مراسليهم؟ فالمسألة لا يجب أن تمر هكذا.
متناسيا ان سكرتير عام الحزب وفى العرف الحزبى يعتبر الرئيس البتنفيذى للحزب هو ياسر الهضيبى حفيد مرشد الاخوان المسلمين والذى بوجوده اصبح يشاع ان هناك عدد غير محدود مكن اعضاء الجمعية العموميه للوفد حاليا من انصار جماعة الاخوان وايضا ان ماحدث يوم 7 مارس 2023 كان علنيا ونشرته المواقع الرسمية ورئيس الحزب بنفسه تناوله بالهجوم فى صباح نفس اليوم واصبح معلوم للقاص والدانى فى الوسط السياسى والا علامى ولدى كل الاوساط والجهات
ومن العجيب ان رئيس الوفد لايعلم او يتجاهل ذكر ان حزب الوفد قائم على التمويل الذاتى من اعضائه وتبرعاتهم ويرفض التمويل الحكومى الذى تعطيه الدولة للاحزاب حتى يكون بعيدا عن تأثير هذا الدعم الحكومى على سياساته وتوجهاته وقراراته ومنذ نشأته يعيش على اموال اعضائه ومنذ اناسس سعد زغلول الحزب وهو يعيش عل تبرعات اصحابه وكانت تصل هذه التبرعات لارقام فلكية .
وكان غريبا ان يذكر رئيس الوفد فى حواره
لن تحل أزمة حزب الوفد المالية، إلا بمساهمات الأعضاء، فأنا الشهر الحالي دفعت 130 ألف جنيه من مالي الخاص من أجل المساهمة في حل أزمة الحزب المالية، فهذا واجب على جميع الأعضاء، لذلك لو تكاتف الجميع فلن يكون هناك أزمة مالية، فالأحزاب السياسية قائمة في الأساس على التبرعات.
تلك كانت ملاحظات سريعة على حوار اجراه رئيس الوفد الدكتور عبد السند يمامة وشمل نهج غريب عن نهج رؤساء الوفد فى التعامل مع الخلافات السياسية داخل حزبه ومع عدد كبير من اعضائه ولم يعطى مؤشر لحلول او انفراجة للازمة ولم يعدو ان يكون ايحاء بالتراجع عن مواقف حزبيه له مصحوبا بوعيد ناعم يضع علامات استفهام حول العمل الحزبى للوفد