قناعتى ان الحرب فى غزة ستكون محل دراسة واسعة وستكون هناك مفاجأت اوسع تكشف عن بدايات الحرب ومن وراءها ونتائجها , لكن دعونا الان ان نتدارس مايحدث فعلا حاليا مانراه على الارض وألت اليه نتائج الحرب بين اسرائيل وحماس وماوصلت اليه الاوضاع فى غزة وحال الفلسطينيين فيها .
ان اسرائيل تستخدم اسلحة لم تستخدم فى الشرق الاوسط من قبل مثل استخدامها ثانى اقوى القنابل لدى ترسانتها الحربية لدك احياء بالكامل والانفاق تحتها واسلحة محرمة دوليا مثل القنابل الفسفورية بقوة غاشمة لهدم مظاهر الحياة فى غزة بالكامل بما فيها مدينة الانفاق التى تبلغ مساحتها 500 كيلو متر تحت غزة وفيها حماس والقسام وكل شىء يحتاجون اليه من مؤن وادوية ومصانع اسلحة واضعين حماية تقتصر عليهم دون سكان غزة وقد قامت منذ ايام اسرائيل بتنفيذ مراحل اجتياح جزئى متصاعد الهدف منه اقتطاع شمال غزة بالكامل واخلائه بالكامل من الفلسطينيين وجعل غزة فى كماشة يتم محاصرتها تدريجيا وتكون المرحلة الاخيرة دخول مدينة الانفاق واقامة معركة حاسمة مع حماس والكتائب الفلسطينية المتعددة الموجودين فيها واخلائها بالكامل مستفيدون من فشل امريكا فى اقتحام انفاق الفيتناميون وغيرها لذلك فهم لايتعجلون الاجتياح البرى الشامل حتى لايسقطون فى مصيدة الانفاق بل ينفذون اجتياحات جزئية متتالية للوصول الى حصار محكم للانفاق .
فى مسارات متوازية نرى الاتى :
اولا: ان الميديا الاسرائيلية والامريكية نجحت فى تسويق صورا وفيديوهات مرعبة عن 7 اكتوبر وترويج صور ” تنسب لحماس ” ذبح حماس للاطفال واغتصاب النساء وقتل 1300 مدنى فى المستوطنات التى اجتاحتها حتى بات العالم يطلق على حماس لقب “داعش “وهو الامر الذى ادى الى رعب فى كل العالم حتى ان الدول الافريقية فى مجلس الامن اصطفت خلف اسرائيل وزايدت على الانحياز الغربى لاسرائيل وشددت على دموية حماس وداعشيتها ومساندتها لاسرائيل وعدم موافقتها على ايقاف الحرب فى غزة
ثانيا: ايران واذرعها حزب الله فى لبنان , وسوريا والحشد الشعبى فى العراق والحوثيين فى اليمن وهم الذين كان يطلق عليهم محور المقاومة والسند لحماس والفصائل الفلسطينية منذ بداية الحرب وقد جلسوا فى مقاعد المشاهدين على الحرب عدا مشاركة محدودة او معدومة عن بعد , والادهى والامر ان يناشد قادة حماس خالد مشعل وهنية وقيادات حماس هذا المحور لدخول الحرب دون جدوى وبعد 23 يوم من الحرب خرج حسن نصر الله ينفض يديه وايران زعيمة هذا المحور وباقى اطرافه من مشاركتهم فى التخطيط للحرب او الدخول فيها بل غسلوا ايديهم من التدخل مستقبلا فى هذه الحرب نهائيا بالطبع هذا الامر معلوم سببه فى ان ايران اعتادت الاشتباك الاعلامى مع امريكا واسرائيل وتصعيد كلامى معتاد منها , لتحقيق مكاسب كبيرة منحتها لها الولايات المتحدة فى مواقف عدة وقطعا ستمنحها مكاسب كبيرة عن بيع حماس والفصائل الفلسطينيية
ثالثا: مستقبل حماس : للاسف الاعلا م العربى فى غالبه يروج ان هناك انتصارات مهولة وبطولات خارقة تحققها حماس بينما غزة تتعرض للهدم الكامل والفلسطينيين فى غزة يتعرضون لابادة جماعية ومنهم من يصف مايحدث بانه محرقة القرن واخرين مذبحة القرن او نكبة القرن لاتقل عن نكبات 1948 و1967 وبينما يسقط الفلسطينيين بالمئات وبعض الاحيان تتعدى ال الف يقيم الاعلام العربى فى غالبه فرحا اعلاميا بسقوط جندى او اكثر من اسرائيل دون الاشارة لما يحدث فعلا على الارض حيث ان وزارة الصحة الفلسطينية ترصد سقوط اكثر من 10000 فلسطينى واصابة اكثر بكثير من 20000 منهم 3000 طفل واستهداف كل مستشفيات غزة وسيارات الاسعاف والبنية الاساسية والمعيشية فيها
وبيت القصيد فى هذه الحرب هو نزع القوة القتالية بشكل شبه كامل من مقاتلى حماس ولان الاعلام العربى فى غالبه قد غيب العرب عن حقيقة مألت اليه الحرب بل انا أرى ” انهم صنعوا نسخة حديثة من اعلامى مصرى شهير أبان حرب 1967 وهو احمد سعيد وصنع ابى عبيدة الذى اصبح اشهر من خالد مشعل واسماعيل هنية فى اوضاع تشابه هزيمة 1967 ” ونحن نرى ان بعد ذلك ستعود حماس لتكون احد فروع جماعة الاخوان المسلمين
واخيرا: خطط امريكا واسرائيل لمسار قضية فلسطين
الغريب ان الولايات المتحدة واسرائيل كانوا يعون خطط سياسية لمسار قضية فلسطين فيما بعد هذه الحرب من اول يوم فيها ” وكانها حرب مرتبة ” فمثلا مع بداية الحرب تدافعت وسائل الاعلام الاسرائيلية والامريكية والاوربية فى الترويج بان اسرائيل لديها خطط للتهجير القسرى لفلسطينيين وان فلسطينى غزة سيهجرون الى سيناء وفلسطينى الضفة سيهجرون الى الاردن ويبدو ان المواقف الصلبة للرئيس السيسى وتلويح القوات المسلحة المصرية باستعداده للدفاع عن كل شبر من اراضى سيناء وحضور الرئيس السيسى تدريبات الفرقة الرابعة المدرعة واحاديث قائد الجيش الثالث الميدانى ثم ظهور القائد الجيش الثانى الميدانى مع رئيس الوزراء وتصريحاته ايضا اضافة للمعركة الدبلوماسية التى بادرت بها مصر والاردن جعلت امريكا واسرائيل يلجؤن لخطة بديلة وهى ان يقام حكم دولى برعاية قوات دولية على الجزء الذى سيبقى من غزة وسيتم ايضا منع الفلسطينيين الذين بالخارج من العودة الى المناطق الفلسطينية وان تشترك حكومة ابو مازن فى الادارة الدولية لغزة وهو ماظهر فى مشاركة وزير خارجيتها اليوم فى اجتماع وزير خارجية امريكا مع وزراء خارجية السعودية والامارات وقطر ومصر والاردن لنفس الهدف والقرار الاستباقى لامريكا واسرائيل عدم وجود حماس فى اى سلطة اوادارة فى غزة او اى مكان فى فلسطين وستبقى بعد ذلك منزوعة السلاح
فى النهاية من المؤكد ان هناك مفاجأت كبرى عن من وراء الحرب والخطط التى تلتها
اترك تعليقاً