باع دينه وخسر دنياه لشيطانه الذي تملّكه وفرض عليه وساوسه الذي ألقت به التهلكة، لم يتذكر لحظة حقوق والديه عليه ولم يؤنِّبه ضميره ولو لدقيقة ليتراجع عن جريمته المنكرة، لم يرجع بخياله للحظة واحدة ليتذكر حقوق والده عليه وأفضاله تجاهه، ولم يتذكر والده الذي عاش دنياه شقيانا في الارض ليوفر له ولأشقائه حياة كريمة، دهس صلة الرحم بل قتلها بقتله لأبيه مع سبق الإصرار والترصد، لم يتذكر قول ربه “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وتخفض لهما جناح الذل من الرحمة” فتناسي هذه الآية الكريمة واظهر لوالده جناح المعصية والشدة.
واقعة مؤلمة استيقظ عليها أهالي قرية فيشا التابعة لمركز منوف في المنوفية وهي مصرع الحاج عبدالله .ا صاحب الـ 84 عامًا والمقيم بمنزله بمفرده بسبب وجود خلافات بينه وبين أبنائه وان نجلته تتردد عليه لخدمته في الشقة التي يقيم بها بمفرده، وان نجلته دخلت مسكن ابيها في الساعة العاشرة صباحا لتجهز له وجبة الإفطار فوجدته مسجيًا علي الأرض في صالة الشقة وبه آثار ضربات علي رأسه، فصرخت بأعلى صوتها وتجمع أهالي المنطقة وتم إبلاغ قوات الشرطة التي أتت علي الفور لمكان الواقعة.
وتم جمع المعلومات حول المجني عليه وعلاقاته بجيرانه وأفراد أسرته وتم التوصل إلي أن هناك خلافات مالية بين المجني عليه وأبنائه الذكور وبتضييق الخناق علي أبنائه اعترف نجله حسين صاحب 48 عاما والذي يعمل مساعدا بالشرطة أنه من قام بقتل والده بسبب قيام والده برفع دعوى قضائية ضده وطرده من المنزل الذي يقيم به.
وأمام الرائد خالد مكاوي رئيس مباحث مركز منوف، اعترف بتفاصيل الواقعة وبصوت خافت ودموع تترقرق من عينيه أكد أنه كان علي خلاف مع والده بسبب مشاكل مادية بينهما وأنه لم يستطع التوصل مع والده لحل ينهي هذه المشكلة فقرر التخلص من والده بقتله، وأنه انتظر يوم الواقعة حتي اقتربت الساعة من الثالثة فجرا وقام بالتخفي والدخول لمنزل والده وقام بفتح باب الشقة بمفتاح كان معه ولكنه عند دخول الشقة فوجيء بوالده مستيقظاً للوضوء لصلاة الفجر فقام بضربه علي رأسه بشومة كانت بحوزته فسقط أرضًا ثم ضربه ضربة أخرى قوية ليتأكد من أنه فارق الحياة ثم تسلل عائدا لمنزله دون أن يراه أحد ولكنه نسي أن رب العباد يعلم ما تخفي الصدور.
تلقي اللواء سمير أبو زامل مدير أمن المنوفية، إخطارا من مركز شرطة منوف بتلقيه بلاغا من ” د.م.ا ” ربة منزل ومقيمة قرية فيشا الكبرى باكتشافها وفاة والدها “عبد الله.ا.ا ” ٨٤ سنة بالمعاش ومقيم بمفرده بنفس المنزل.
وتبين أن الجثة مسجاة بأرضية داخل الشقة، ولا يوجد آثار عنف بالابواب والنوافد أو وجود أى مسروقات وبمناظرة الجثة تبين وجود إصابة بالرأس.
أخبار قد تهمك