أكدت النيابة الإدارية أنه في ضوء ما تقوم به من دور بالغ الأهمية في الحفاظ على تراث مصر الحضاري وآثارها النفيسة ومحاسبة المسئولين والمقصرين عن حمايتها بحكم وظائفهم، وإعمالًا لنص المادتين ٤٧ و٤٩ من دستور مصر الحالي، فقد أمرت بإحالة 27 متهمًا من العاملين بقطاع الآثار والإدارة الزراعية بالمنوفية للمحاكمة العاجلة، وذلك على خلفية الإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية، مما مكن عدد من المواطنين من إجراء أعمال حفر وتنقيب بتل أم حرب الأثري بمنطقة آثار المنوفية وبناء صوب زراعية عليها بالمخالفة للقانون.
شمل أمر الإحالة كلا من مدير عام منطقة آثار المنوفية، ومدير منطقة آثار المنوفية، و14 مفتش آثار بمنطقة آثار المنوفية سابقًا وحاليًا بمنطقة آثار وسط الدلتا، ومفتش آثار بمنطقة آثار المنوفية، ومدير عام منطقة آثار المنوفية حاليًا وسابقًا كبير المفتشين الأثريين بذات المنطقة، وكبير المفتشين الأثريين بمنطقة آثار المنوفية، ومدير عام شئون المناطق بمنطقة آثار وسط الدلتا، ومسئول الموقع الأثري بقويسنا، ومفتشتي آثار بالمنطقة الأثرية بقويسنا، ومهندس بساتين بالجمعية الزراعية بمصطاي، ورئيس قسم البساتين بالإدارة الزراعية بقويسنا، ومهندس زراعي بإدارة المتابعة الزراعية بقويسنا، ووكيل قسم حماية الأراضي بالإدارة الزراعية بقويسنا.
وباشرت النيابة الإدارية بقويسنا تحقيقاتها في القضية رقم ٣١٤ لسنة ٢٠١٧ بمعرفة كل من المستشارة الدكتورة أميرة ندا ودينا عدلي، رئيس النيابة، تحت إشراف المستشار فوزي عبد الله، مدير النيابة، بناءً على ما رصده مركز معلومات النيابة الإدارية حيال ما أثاره أحد أعضاء مجلس النواب ببرنامج خاص جدًا المذاع على قناة فضائيةن والذي قدم بموجبه طلب إحاطة لرئيس المجلس وما استتبعه من قيام وزير الآثار بإحالة الواقعة للنيابه حيال تقاعس المختصين بمنطقة آثار المنوفية من الإشراف على الأراضي الأثرية الكائنة بتل أم حرب الأثري -ناحية مصطاي- مركز قويسنا، مما مكن عددا من المواطنين من القيام بأعمال حفر وتنقيب بالأراضي الخاضعة للآثار بالمخالفة للقانون.
وقد قامت النيابة بإجراء معاينة للموقع بحضور لجنة أثرية مشكلة من “مدير عام آثار وسط الدلتا – مدير عام شئون مناطق آثار وسط الدلتا – مدير عام إدارة المساحة والأملاك بآثار وسط الدلتا”، وتبين لهم إقامة صوب زراعية بتل أم حرب الأثري، وأن إقامة الصوب المذكورة مخالف لقانون الآثار نظرًا لكون الأراضي المقام عليها الصوب بعضها خاضع للآثار بالقرار الوزاري ١٠١ لسنة ٢٠٠٥، والبعض الآخر أرض حصر خفية منافع عامة آثار، ويحظر على الغير إقامة أي منشآت إلا بترخيص من المجلس الأعلى للآثار وتحت إشرافه، وبمعاينة تلك الصوب تبين وجود شواهد أثرية متمثلة في بقايا كسر فخار لأجزاء من أوانٍ فخارية أثرية، وهذه الآثار ناتجة عن أعمال حفر داخل تلك الصوب، كما تبين وجود ثلاث فتحات داخل الحفرة من أسفلها باتجاهات مختلفة وبعض القطع الأثرية التي يشتبه في أثريتها وهي قطع صغيرة الحجم، وأكدت اللجنة أنها ترجع للعصر اليوناني الروماني وأكدت اللجنة أن الحفر كان بغرض التنقيب عن الآثار.
وكشفت التحقيقات عن تقاعس المتهمين الأول والثاني في اتخاذ الإجراءات القانونية حيال إقامة الصوب الزراعية بتل أم حرب الأثري بالمخالفة لقانون الآثار بالرغم من قيام حارس الموقع بإخطارهم بوجود حفر بالصوب المخالفة.
كما كشفت التحقيقات عن عدم قيام المختصين بالإبلاغ أو تضمين تقارير مرورهم على تل أم حرب وجود صوب زراعية مخالفة على الأراضي الخاضعة للآثار وفقًا لكشف المرور الأثري على الموقع، مما ترتب عليه تمكين الغير من التنقيب على الآثار.
كما تبين من التحقيقات إغفال المختصين إثبات وجود شواهد أثرية بنواتج الحفر المستخرجة من الموقع الأثري بتل أم حرب داخل الصوب الزراعية، وذلك بمحضر المعاينة المعد منهم بناءً على طلب النيابة العامة بقويسنا في ٣٠ / ٤ / ٢٠١٧ رغم ثبوت ذلك بمعاينة اللجنة المرافقة للنيابة الإدارية بقويسنا يوم ٩ / ٥ / ٢٠١٧ وتقاعس المختصين في إدراج اسم إحدى المواطنات “زوجة عضو مجلس نواب سابق” ضمن حصر الصوب غير المرخصة ابتداءً من تاريخ إقامتها للصوب، مما أدى لعدم ترخيصها وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية قبلها حيال قيامها بالحفر في إحدى الصوب وإعداد مذكرات مخالفة للحقيقة بشأن تلك الصوب.
وبناءً على ذلك قامت النيابة بمواجهة المتهمين بما نسب إليهم كلٍ في حدود اختصاصه وانتهت لقرارها المتقدم بإحالة المتهمين للمحاكمة العاجلة.
كما أمرت النيابة بإخطار وزارة الداخلية إدارة التفتيش الفني بصورة من مذكرة التصرف لاتخاذ اللازم قانونًا قبل المختصين بإدارة مباحث السياحة والآثار بالغربية لتقاعسهم عن موافاة منطقة آثار المنوفية بالتحريات اللازمة حيال ما أبلغ به حارس أم حرب الأثري من وجود أعمال حفر وتنقيب بالصوب الزراعية الموجودة بالموقع.