ينتظر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» حتى يونيو المقبل ليقرر ما إذا كان سيتم توسيع عدد الفرق المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر إلى 48 فريقًا، لكن قد يبدو من المعروف مسبقا إلى أين سيتجه ذلك المسار، وفقا لـ واشنطن بوست، فقد تتجه الفيفا إلى البحث عن دولة أخرى بديلا عن تلك الإمارة.
تستهدف الفيفا المال فيما يبحث المشجعون عن المنافسة وهي المعادلة التي قد تصعب على تحقيقها على الملاعب القطرية في 2022 إذ يقف تحدي المنافسة عائقا أمام الفوضى اللوجستية المحتملة لإقامة المباريات واستضافة الفرق.
ووفقا للتوقعات التي ساقها تقرير واشنطن بوست المنشور الأحد، فمن المقرر أن ينمو حجم البطولة المرتقبة بالفعل بنسبة 50 في المائة – وتضاف 16 مباراة – في عام 2026، عندما تستضيف أراضي أمريكا الشمالية الشاسعة المونديال؛ لذا فإن فكرة الشكل الأكبر قبل أربع سنوات من الموعد المحدد لم تسقط من السماء، وسيتعين على إداريي كرة القدم الشرهيين في الاتحاد العالمي، بقيادة رئيسهم جياني إينفانتينو، تجاوز حدود المكان لإيجاد دولة مضيفة أخرى على الأقل تزيد ملاعبها عن قطر بملعبين إضافيين.
فقد يصبح هناك تعديل آخر للقرار المعيب للفيفا بمنح قطر حق استضافة مونديال 2022، والذي شابته مزاعم الفساد في عملية تقديم العطاءات، وانتهاكات حقوق العمل الموثقة جيدًا والتي تشمل اهدار حقوق العمالة المهاجرين الذين يشاركون ببناء الملاعب القطرية، فضلا عن تغيير التاريخ من نوفمبر إلى ديسمبر، بدلًا من يونيو إلى يوليو، بسبب طبيعة الأجواء المناخية ولتجنب درجات حرارة الصيف المرتفعة في الدولة الخليجية بالاضافة الى تقليص الفترة إلى 28 يومًا بدلًا من 32 لتقليل التأثير على جداول الدوري الأوروبي
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى قطر وهي أصغر من مدن كونيتيكت في الحجم وكانساس في عدد السكان – ولكنها تستعد من خلال ثمانية ملاعب لما يفترض أن يسمى بـ «كأس العالم 2022» باستضافة 32 فريقًا، وإقامة 64 مباراة
ومن أجل إنجاح المونديال المرتقب سيتعين على الفيفا استكشاف المنطقة للمساعدة في تنظيم الحدث، وإقامة البطولة الصعبة بمحاولة اشراك جيران قطر في المنطقة العربية لاستضافة المباريات والفرق، ولكن بالمقارنة مع مونديال 2026 نجد أن بين الدول الصديقة التي تتعاون على مدار سنوات في عمليات تقديم العطاءات والتنفيذ – ستنطلق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا متعاونة إلى كأس العالم 2026.
ويكن الأمر مع قطر مختلف، إذ تقف القضايا السياسية في طريق تطبيع العلاقات، فقبل عامين، قطعت البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية – البلد الوحيد الذي يتقاسم الحدود مع قطر – العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسفر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب وعلاقاتها الحميمة مع إيران، وهي الاتهامات التي انكرتها قطر بشدة.
ولكن موقف الفيفا بدا غريبا حين أعلن أنه لن يفكر في أي من تلك الدول المقاطعة لقطر من أجل إقامة مباريات كأس العالم على ملاعبها من الناحية الواقعية، وسيترك ذلك لدولتي الكويت وعمان، واللتان تبعدان عن الدوحة بمسافة زمنية تصل لساعتين بالطائرة.
وتتميز مدينة الكويت بامتلاكها لملعب واحد كبير (سعة 60 ألف) ، في حين أن العاصمة العمانية، مسقط، لديها مكان متوسط الحجم يسع 34 الف شخص، بالمقارنة مع السعودية التي تمتلك استادان يستطيع الواحد منها استيعاب ما لا يقل عن 60 ألف شخص، واثنان في الإمارات يحملان أكثر من 40 ألفا.
وعمومًا تحتاج الفيفا إلى ما لا يقل عن 40 ألفا لمرحلة المجموعات في البطولة، ولكن هناك الكثير من الأسباب لترك الأمور كما هي، ويبدو أن الفيفا ستبذل جهودًا غير عادية لتحقيق التوسع في اجتماعات 3-5 يونيو في باريس
وقد أظهرت دراسة جدوى أجريت في 79 صفحة بتكليف من الفيفا أن كأس العالم الأكبر سيحقق أرباحًا مالية تصل إلى 400 مليون دولار من حقوق التلفزيون والتسويق ومبيعات التذاكر.
ويعلق رئيس الفيفا على تلك المشكلة قائلا «إذا كان بإمكان كرة القدم أن تساهم في فتح بعض الأبواب وجعل الناس يجتمعون ويتناقشون مع بعضهم البعض، فستحل جميع مشاكل العالم، لكن في الواقع ربما تقربنا قليلًا من فهم بعضنا البعض»
وعلقت الصحيفة الأمريكية على تصريحات اينفانتو في التقرير الذي نشرته على موقعها بأن رئيس الفيفا ربما يبدو وكأنه يضع عينه على جائزة نوبل للسلام، ولا توجد مفاجأة في الأمر إذا كان يدعم أيضًا اقتراح كوريا الجنوبية بمشاركة كوريا الشمالية في كأس العالم للسيدات 2023، وهو الأمر الذي أعربت أستراليا وكولومبيا وجنوب إفريقيا واليابان أيضًا عن اهتمامها به.