تحل غدا الثلاثاء مئوية ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثالث رئيس يتولى مقاليد حكم جمهورية مصر العربية، و الذي على الرغم من مرور مائة عام على ذكرى ميلاده، تظل أقواله وأفعاله بل وشخصيته مطبوعة بارزة، نظرا لما اشتهر به من جرأة وحنكة ودهاء سياسي.
وفي ضوء ذلك، بنى الكاتب السعودي حسين الشبكشي، مقاله على صحيفة «سعودي جازيت» عن قصة مدينتي باريس ولندن، ومستقبل الديمقراطية فيهما على ما قاله الرئيس الراحل أنور السادات من عبارة شهيرة إن «الديمقراطية لها أنياب، وأن التجارب البريطانية والفرنسية ستكون نقطة تحول حيوية للديمقراطية في الغرب بشكل عام وفي أوروبا بشكل خاص».
ويستعرض الكاتب السعودي، ما تواجهه حاليا باريس من موجات عنف واحتجاج للأسبوع الرابع على التوالي مع عدم قدرة الحكومة على استرضاء المتظاهرين في الشوارع، حيث دعا العديد منهم إلى إسقاط الرئيس الفرنسي ماكرون نفسه.
ويشير في مقاله إلى لندن، والتي تواجه فيها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ما يمكن وصفه بأنه التحدي الأصعب والأكثر صعوبة في تصويت البرلمان القادم على خطة خروج بريطانية من الاتحاد الأوروبي المعروف باسم بريكست.
وأضاف الكاتب أن العلامات الأولية تشير إلى أنها لن تتلقى الدعم البرلماني الكافي، وبالتالي قد تفقد وظيفتها ويجب أن تستقيل على الفور
وتابع الكاتب في مقاله الحديث عن إنجلترا قائلا: «هي بلد Magna Carta ، الذي كتب عام 1215 ، وهو وثيقة تشكل ضمانة لحقوق وامتيازات كانت علامة بارزة في تطوير الحكومة الدستورية والديمقراطية»
أما عن فرنسا فقال: هي بلد الثورة التي تأسست على مبادئ الحرية والمساواة والأخوة الثلاثة، ولقد ألهمت الآباء المؤسسين للدستور الأمريكي، وخاصة الشخصيات المؤثرة مثل توماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين؛ لمواجهة تحدٍ ديمقراطي من نوع مختلف ، والعالم الآن يراقب عن كثب كيف ستتعامل فرنسا مع مشاكلها اليوم.
وعقب بأن بريطانيا تواجه محاولة لتمرير استفتاء شعبي معتمد في إطار ديمقراطي ، مع العلم أن تنفيذ بريكست سيكون ضارا بالاقتصاد البريطاني.
وأشار إلى أن هناك من يعتقد أن «التأخير» في حل بريكست هو نوع من الدراما السياسية البريطانية في محاولة للدفع من أجل إجراء استفتاء ثان ، معتقدًا أن الشعب البريطاني سوف يدرك الآن حجم الخطر الذي يتخذه. تشعر فرنسا بقلق واضح من أن ماكرون قد تضطر إلى ‘التضحية’ بنفسها للحفاظ على ‘هيبة’ مؤسسات الدولة والامتثال لمطالب متظاهري الشوارع ، تمامًا كما حدث في عهد الرئيس شارل ديجول الكاريزمي.