رجيم الماء أو ما يطلق عليه صيام الماء، هو أحد أساليب الريجيم الشائعة حول العالم، وهذا النوع من الريجيم مستوحى من الصيام، لكن مع تغيير بسيط، لأن الصيام يكون عن كل شيء.
وتوجد عدة أساليب مختلفة لصيام الماء، فالبعض يصوم عن الطعام ويتناول الماء فقط لمدة 24 ساعة، والبعض يصومون لفترة أطول قد تصل 72 ساعة متواصلة، لكن حتى الآن الأبحاث بشأن صيام الماء قليلة ومحدودة، لمعرفه هل ريجيم الماء نافعًا أو ضارًا للصحة.
طريقة صيام الماء
يقول الدكتور أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية للحالات الحرجة إنه لا توجد طريقة محددة للقيام بصيام الماء، لكن توجد خطوط عريضة قد يخفف اتباعها من حدوث أضرار محتملة على مستخدمي هذا النوع من الريجيم، خاصة التي تستطيع تحمل هذا النوع من الريجيم، ومن أهمها: صيام تام عن الطعام مع الاكتفاء بشرب الماء لمدة تتراوح بين 24-72 ساعة، ويتم تناول الماء بكميات تتراوح بين 2-3 لترات يوميا خلال فترة الصيام، وينصح بعدم الصيام لفترة تتعدى 72 ساعة متواصلة حتى لا يصبح الجسم عرضة للعديد من المخاطر، والمضاعفات الصحية، ويفضل القيام باتباع صيام الماء خلال أيام الإجازات لأنه سوف يؤثر على الأداء العملي، ومستويات نشاط الجسم.
وتابع أنه في حالة اتباع صيام الماء للمرة الأولى، يجب منح الجسم عدة أيام ليعتاد على كميات طعام أقل، وماء أكثر تدريجيا، لذلك يفضل تجنب ممارسة بعض الأنشطة وعدم قيادة السيارة خلال فترة صيام الماء، لأنه قد يسبب دوخة ودوارا، أما بعد انتهاء فترة صيام الماء، يجب عند تناول الطعام يتم بكميات صغيرة فقط وبالتدريج، وأن تبدأ بتناول عصير مغذ أو بعصير مصنوع من مكونات طازجة وغنية بالعناصر الغذائية.
فوائد صيام الماء
يؤكد استشاري التغذية العلاجية أن من فوائد صيام الماء أنه يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع، أيضا يساعد استهلاك المزيد من الماء مع التقليل من الملح على خفض ضغط الدم المرتفع، وهو أمر يوفره صيام الماء للجسم، لكن يفضل أن يتم ريجيم صيام الماء تحت إشراف طبي دقيق، لذلك من الأفضل القيام بذلك في المنزل.
ومن فوائد صيام الماء أنه يحفز الالتهام الذاتي للخلايا وهي من الظواهر التي تجعل الصيام الديني أو حتى ريجيم الصيام المتقطع مفيدا للجسم، لأمن مميزات الصيام في الأساس، أنه يساعد على تفكيك الخلايا القديمة وإعادة تدويرها، ما قد يساعد في مقاومة بعض الأمراض الخطيرة، مثل السرطان، والزهايمر، أيضًا ريجيم صيام الماء يحسن مستويات سكر الدم، لأنه يساعد على تحسين قدرة الجسم على الاستجابة لهرموني الأنسولين واللبتين الضروريان لتنظيم مستويات السكر في الدم وتخزين الغذاء والشعور بالشبع، كما أنه نظام يخفف من الوزن، لان الامتناع عن السعرات الحرارية وتقليلها لفترة تتجاوز 24 ساعة يحفز خسارة الوزن، مما يساعد على خفض الوزن بالفعل، لكن هذا الانخفاض قد لا يكون في وزن دهون الجسم، لذا يجب الحذر، ولذلك يجب أن يتم هذا النظام تحت الإشراف الطبي .
وفي نفس السياق، يواصل استشاري التغذية فوائد ريجيم الصيام ، وهي أنه يساعد على تحسين إنتاج الكولاجين في الجلد والبشرة، ومقاومة الالتهابات المختلفة في الجسم، وتخفيف مستويات الدهون في الدم، وبالتالي تحسين عمليات حرق الدهون، كما أن هذا النظام يعمل على مكافحة الشوارد الحرة المسببة للأمراض الخطيرة مثل السرطان.
أضرار صيام الماء
يتابع استشاري التغذية، أن من أضرار صيام الماء، أنه يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة إعادة التغذية، وهي تحدث عند تناول الطعام بعد الانقطاع عنه تماما لفترات طويلة نسبيا، ما يجعل الجسم يمر بتغيرات سريعة ومفاجئة في السوائل ، وهي تغيرات قد تكون قاتلة، ومن الأضرار أنه يسبب الجفاف، رغم كثرة تناول الماء، وذلك لأن الجسم يستمد ما يقارب 20-30% من حاجته من الماء من الطعام، لذا قد لا يحصل الجسم على كفايته من الماء عبر الماء فقط.
يسبب خسارة الوزن الصحي، وهنا تكمن المشكلة الأخطر، وهي أن نظام ريجيم الماء يسبب خسارة للوزن الخاطئ، فقد وجد أن الجسم قد يخسر ما يقارب 1 كيلوغرام يوميا أثناء صيام الماء، لكن هذا الوزن قد يكون من العضلات والماء المخزن وليس من الدهون، لذا يجب الحذر، مما يجعلنا نحذر أكثر من مرة أن يتم هذا النوع من ريجيم الماء تحت الإشراف الطبي .
أيضًا يساهم في خفض ضغط الدم الانتصابي، هذه المشكلة الصحية شائعة الحدوث أثناء إتباع صيام الماء، وتسبب انخفاض ضغط الدم الانتصابي عند محاولة الشخص الوقوف، مما يسبب حدوث دوار مفاجئ وإغماء ومشكلات في التركيز.
كما يحدث نقص وسوء التغذية، تليها الشراهة وتناول كميات مفرطة من الطعام بعد انتهاء الصيام، مع الإصابة بتسمم الماء.
أشخاص وحالات عليها تجنب صيام الماء
يؤكد الدكتور أحمد إسماعيل أنه قد قد يكون صيام الماء مفيدا للبعض، ولكنه قد يلحق أضرارا طفيفة بالبعض الآخر، والتي يجب عليها تجنبه تماما لأن العواقب الصحية قد تكون وخيمة، ومن هذه الأشخاص والحالات: المصابون بمرض السكري من النمط الأول أو الثاني، والنساء الحوامل والمرضعات، والأطفال عامة، أيضا كبار السن، والأشخاص الذين يخضعون لنقل دم، المصابون بالشقيقة، والأشخاص المصابون بأمراض تتعلق بالشهية واضطرابات الطعام، والذين يعانون من النحافة المفرطة، ومرضى القلب والأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة، وكذلك مرضى النقرس.